عيون حبيبي

_______عيون حبيبي_____

منذ زمن و أنا أهوى الرسم
و أحلم بفك أسرار الألوان
و فهم لغة الريشة
حاولت مراراً أن أرسم عيناك
لا أدري لما كنت أحبهما لهذا الحد؟..
حاولت رسمهما و لكن انتهت كل محاولاتي بالفشل
ظلت صورة عيناك في قلبي محفورة
و رفضت رسم نفسها على الورق
منذ ذاك اليوم و أنا مشتاقة للقاء عيناك
..عيون من أحب
و لشدة شوقي رحت أبحث بكل الوجوه عنهما
أي وجه يحمل عيون حبيبي؟.
مرت سنوات و لم أجد عيناك بأي وجه
من فترة الى اخرى كنت أنظر إليهما
عبر القمر
عبر النجم
كم أرسلت سلاماً لهما
عبر نجوم السماء
نجومي وحدها تعلم بحبي و شوقي
….
ذات يوم قررت أن أمشي بطريق
طريق ترددت كثيراً قبل المضي فيه
وقفت قبالة نجمتي ثم سألتها
ما رأيك هل أختار؟
هل أمضي ؟
هل ينتظرني ما أبحث عنه ؟
نجمتي لم تجيب ..لا يحق لها كشف الأسرار
لن ألومك يا نجمتي و لكن سأمضي
قررت و حسمت أمري
….
خطوات ثم لقاء غريب مثل القدر
لقائنا الأول ما زال محفور في قلبي كما عيناه
أتذكره كأنني أراه الآن
دخل الى القاعة حاملاً بيده أوراقه و بدأ يعرف عن نفسه
لا أدري أي شعور هو ملئ قلبي عرفت منذ أول لحظة
أن القصة ستبدأ
و فعلاً كانت النظرات الأولى و الأحاديث التي لا تتوقف
وحدها لغة العيون لا تكذب لا تخدع تقول أسرارها لعيون تعشقها
عيناك منذ أول لقاء باحت لي بألف ألف سر
فرح قلبي , ضحكت عيوني و رحت أدقق فيك , أصغي إلى حديثك
لموسيقاك , لبريق عيناك ,أه من عيونك الرائعة هي من شدتني إليك
هي من بدأت القصة , هي نقطة ضعفي يا حبيبي
من أنت لتحمل عيون حبيبي التي بحثت عنها طويلاً؟
….
اقتربت من عينيه لأهمس لهما بسر قديم
اصطدمت بألف حاجز
إلى عيون أعشقها بعد أن وجدتها
عرفت أن ذاك الوجه الذي يحمل عيون حبيبي
يقف بيني و بينه كل حواجز العالم
لما مقدر لي هذا العذاب؟
لما حلمت بعيون ثم وجدتها بوجهك؟
لما شغوفة منذ الطفولة بلغة العيون ؟
لما ضعيفة أمام عيونك أنت دون سواك؟

ياسمين تصرخ هذه عيون حبيبي
أرد عليها هذا ليس حبيبي
هنا بدء صراعنا
أحقاً وجهك هو الوحيد الذي يحمل عيون حبيبي؟
أحقاً أنت الوحيد الذي يحمل حلمي الطفولي القديم؟
صراع يمزق قلبي , فكري , عقلي كل ما أعنيه أنا
وقفت حائرة أمام حقيقة واحدة هي
أن عيون حلمت بها , حادثتها عبر النجم
ثم حاولت رسمها
وجدتها بعد بحث طويل في ذاك الوحه
و بعد أن التقينا و تهامسنا بعد أن سكبت أسرار
القلب في العيون كيف لي أن أتجاهل بريق عيناك
كيف لي أن أقنع نفسي أنني لم ألتقي بعد بحلمي؟
كيف لي أن أستمر في رحلتي بحثي و عيونك تضمني اليك؟
لما كل قصص الحب تنتهي بنهاية واحدة هي فراق, عذاب, دموع؟
أنحن نحب النهايات الحزينة أم هي فعلاً نهاية الحب؟
أنحن نتوهم الحب أم أنه فعلاً موجود؟
أحقاً هي عيون حبيبي أم أنني توهمت ذلك؟
….
يضحك , تحكي عيونه
تهمس لي بسر , أحبك , انتظرتك, أشتاقك
تجيب عيوني بضحكة أنت من أحب , أنت من بحثت عنه
أنت حبيبي, وتستمر الهمسات و أحاديث العيون رغم
كل المسافات , رغم كل الخطوط الحمر
….
يتهامسا, يتحادثا , يضحكا , و يرسما ألف قبلة
ألف لقاء , ألف موعد
للعيون لغة عجيبة , سحرية قلما يفهمها أحد

هل نكتفي ببوح العيون؟
هل نكتفي بحديث القلوب؟
اقترب مني, ابتعدت عنه , حقيقة تصرخ في وجهي
يوجد ألف حاجز, هو ليس لك
بطبيعتي لا أحب أخذ أشياء ليست من حقي
لا يحق لي سلب الحقوق و أنا المدافعة عن الحقوق
هذه الأشياء لا تشبه تفكيري. مبادئي , أحلامي
هناك في الحياة أشياء أساسية , دعائم نبني عليها
شخصياتنا , مسلمات لا يمكن كسرها هي ليست
تقاليد و لا أعراف و لا قوانين و لا تفاهات هي حقائق
إن قررت كسرها يعني أنني كسرت وجودي , هويتي
و تبدأ من بعدها رحلة الضياع و التشتت و العذاب
لما أحببته رغم أنني أعلم و أدرك أنه ليس لي ؟
لما ما زلت أحبه رغم اقتناعي أننا لم نخلق لنكمل الطريق معاً؟
هذا هو المنطق الذي غالباً ما يختلف مع الحب
و تؤلمني هذه الحقيقة القاسية , الأنانية
التي لا ترضي لا روحي و لا حلمي الجميل
….
إن كان ثمن عيون حبيبي رحلة ضياع و صراع ما بين مبادئي
و حبي أفضل خسارة حلماً جميلاً أعشقه لحد الجنون
فأنا لا أحب كسر ذاتي, أكره تدمير ذاتي
من أجل من كان يكون ..
تهمس ياسمين حتى إن كان هو ؟
أه من ياسمين لما لا نتفق لمرة واحدة يا روحي؟
فعلاً لما ؟؟
نداء العيون أكبر , أعنف من كل الحقائق
نداء العيون سر غريب , مريع , مدمر و لكنه رائع
و يظل حديث العيون مستمر غير مكترث بكل المسافات
أين كنت ؟
من, أنا ؟
هل عرفتني يوماً؟
نعم أنت سعاد؟ سعاد من هذه ؟
لا بد أنها حلم طفولي ضاع منه و استقر في وجهي
مثل حلمي الذي سكن في وحهه

لحظتها ارتسمت أمامي حقيقة واضحة
وجهان متقابلان
وجهه الذي يحمل عيون حبيبي
وجهي الذي يحمل عيون سعاد
كل منا غارق في عيون من يحب
كلانا نبحث عن أحلام ضائعة , أشياء رسمناها , عشقناها
بحثنا عنها حتى التقت بوجهينا , لكل وجه قصة غامضة
لا شيء يجمع بينا سوى أحلام هاربة

يلومني , يعاتبني , يخاصمني, يرسل إلي بطائرة ورقية
رسالة حب غريبة قبلتها ثم قرأت كلماته
آنسة سعاد بلغنا نبأ حردكم , ما لسبب؟
ضحكت ثم تأكدت أنها هي هي من يحب ..و لست أنا
للحظات يضيع بيني و بينها يناديني باسمها
ينظر إليها عبر عيوني , يحن إليها لدرجة أنه يكتب رسالة
و ينتظر الجواب ..
أين سعاد لتأتيه بالجواب ؟
سعاد هل حقاً لك وجود , من أنت ؟
بدأت أغار منك و من كل ما تعنيه إليه
هل حقاً أشبهك و أحمل ذات العيون ؟
حينها فهمت مزاجيته و تقلب طقوسه
إنه لا يحادثني لا يكلمني لا يراني
لا يشعر حتى بوجودي إنه غارق في حب سعاد
أنا و هو التقينا بالخطأ
ربما لو أنني غيرت طريقي لما كنت التقيته
هل حقاً نحن من نختار طرقاتنا في الحياة ؟
و من أين لنا أن نعرف أننا سنلتقي بأِشخاص
يقدموا لنا الألم و العذاب مقابل قليل , قليل من الحب
أو قل من الوهم .
يحادثني عن أشياء لم تحصل , لم أسمع بها
و أنا بالمثل أحادثه عن أسرارنا , عن حكايا النجم
عن أحلامنا القديمة , عن رسائل أرسلتها مع نجمتي
أسأله هل وصلتك أخر رسالة أرسلتها إليك؟
يجيب أنت دائماً لا تجيدين التصرف , تخافين الحب
تهربين مني , لا أدري من يحدث
لا أنا أفهمه و لا هو يسمعني
ثم يتابع لما جئت إلي ؟ لما أنت معي الآن؟
لما يديك بين يدي؟
أسأله ذات السؤال
لما سلكت ذات الطريق ؟ قبل أن ألقاك كنت
فراشة تطير دون الاكتراث بأي بشري
فراشة ما أحبت قبلك إنسان و لم تغريها أي عيون
رغم نظرات الإعجاب التي لاحقتني منذ طفولتي
إلى أن التقيت بك , و يا ليتني لم ألقاك
أنت نقطة ضعف هزتني من عمق أعماقي
و دمرت سلامي الداخلي بعد أن كنت فراشة الحقول
أصبحت فراشة بين يديك أسيرة وهم و عيون لا تعترف بوجودي
سعاد ..سعاد لم هربت منه و تركتيه لي أنا ؟
أفعلاً يا سعاد كنت تحبينه كما أحبه لو كان كذلك
لما لم تتمسكي به؟ أما أنا سأبتعد عنه لأنه لا يراني
بل يراك من خلالي, لا يحبني بل يستعيدك من خلالي
كلانا يا سعاد أنا و حبيبك نبحث عن أحلام هاربة منا
و للأسف و لسوء حظي كنت أنا من أحمل عيونك
و هو من يحمل عيوني حبيبي
….
أيتها العيون التي زلزلتني و أضعفتني
و أثبتت لي كم أنني ضعيفة أمام الحب
بعد أن راهنت أنني الفراشة التي لا تقع
في يد إنسان
أنت حبيبي أم قدري ؟
ليت سعاد لم تتخلى عنك
و ليتني ما عشقت يوماً لغة العيون
……
استرجعت أوراق عمرها دهور
موقعة بخط بريء( أسيرة العيون السود)
فدهشت من تحول مجرد توقيع طفولي
الى مأساة تلاحقني لنهاية عمري
الى الطفلة ياسمين لو كنت تعلمين
أن أناملك البريئة ستأسرني ربما
لربما كنت فكرت ملياً قبل أن تخطي كلماتك
….
رغم قدري الحزين إلا أنني ما زلت أحن إلي عينيك
إنها لغة الحنين التي تزهر مع شجر اللوز مع كل ربيع
المنتديات

التعليقات

ياسمين علي

شكراً صديقتي الرقيقة منورة أتمنى لكل قلب أن يعرف الحب فالحب مهما تحدثنا عنه يبقى الشعور به أحلى و أجمل من كل الكلمات و الأشعار و الألحان …. و لكن غالباً الحب يسبب الألم و العذاب أكثر من الفرح أنا أستغرب هذا المنطق الغريب و لكنه واقعي للأسف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.