ما من جماعة دينية إلا وتشعر بالاستياء أو الغضب حين تتعرض مقدساتها للنقد أو التهجم، سواء كان الناقد أو المتهجم واحداً من أتباعها أو من أتباع معتقد آخر. لكن، لا جدال في أنه ليس هناك اليوم كالمسلمين، من يبلغ بهم الاستياء أو الغضب، حدّ قتل أو التهديد بقتل أو معاقبة من "يمس" هذه "المقدسات" بكلمة نقد.
لماذا المسلمون دون غيرهم؟.. وهل يجوز أساساً لأي إنسانٍ أن يتهجم على المقدسات، وبالذات على مقدسات الآخرين، أو أن يتعرض لها بالنقد؟
إن أول ما يخطر بفكر الواحد منا عند ذكر كلمة "المقدسات" هو الديانات وما يتعلق بها من مبادئ ورموز أو شخصيات أو مبانٍ أو شعائر أو ممارساتٍ أو ما شابهها. لكنّ ما يجهله الكثيرون، وعلى وجه الخصوص الشعوب التي لا شاغل يشغلها إلا الحديث عن هذه المقدسات، هو أنّ هناك أمراً أعظم قداسة من كل هذه "المقدسات"، ولولاه لما بقي لها وجود. هذا الأمر الذي لا يمكن لأحد أن ينكر عظمة شأنه هو: حرية الإنسان.
حرية الإنسان وحدها، هي التي تمنحه الحق في الاعتقاد بوجود مقدسات دينية وبالتعامل معها كما يشاء، سواء كان ببناء معابد لها أو حمل رموزها أو ممارسة طقوسها أو غير ذلك. وهي نفسها أيضاً التي تمنحه الحقّ إيّاه، في أن يرفض الاعتقاد بأية مقدسات دينية، وبالتالي، في أن لا يسمح لها أو للذين يعتقدون بها، بأن تؤثّر أو يؤثّروا على حياته بشكل أو بآخر.
عند هذه النقطة نعود إلى السؤال الذي بدأنا به الحديث: هل تعني حرية الإنسان الشخصية ـ هذا الامتياز العظيم الذي يتمتع به ـ تصريحاً له بانتقاد المقدسات والتهجم عليها، سواء كانت مقدسات دينه الذي نشأ عليه أو مقدسات دينٍ آخر؟ ألا يعتبر نقد المقدسات مساساً بحريات الآخرين الذين يعتقدون بجلالها وحرمتها؟
اقرؤوا المقالة كاملة في موقع الناقد
إضافة تعليق جديد