حين أفكّر بشكل الإله الذي قدّمه لنا محمّد، لا أشعر إلا بالرغبة العارمة في التخلّص حتى من لساني لأنه ينطق باللغة التي نطق بها هذا الرجل الذي لم يترك نقيصة إلاّ ووضعها في إلهه المريع! ما هذا الإله الذي لا يسرّه غير رائحة الدم وصوت السيوف تنحر الآخر كالشاة! ما هذا الإله الذي يجفل من رؤية ساق أو شعر لأنثى عابقة بالحياة! ما هذا الإله الذي يخلق شعوباً كي تقتلها شعوب غيرها! باختصار: إنّ أسوأ ما فعله محمّد للبشرية هو أنه حمّل الإله الذي قدّمه لنا كلّ ما في داخله هو ذاته من عقد وشوائب!!!
كان الأصعب في فترة الاعتقال، حين جاء إليّ الضابط ذاته في المشفى، وأنا بحالة يرثى لها، وقال لي إنّ كنائس [بروتسانتيّة حصراً] بعينها صعبة الاختراق على الأمن السياسي وعلي إن خرجت أن أساعده في اختراقها: نعم! بعد هذا العمر؛ بعد هذا الكم الكبير من الكتب والمقالات؛ بعد رسائل الدكتوراه التي تكتب عني في ألمانيا وانكلترا – أعمل مخبراً؛ وضدّ من؟ ضد الذين لولاهم لبقيت في سجن هذا الشخص "إلى يوم يبعثون".
قبل أن أغادر سوريّا قبل شهرين إلى قطر، للقاء في الجزيرة، اكتشفت أني ممنوع من المغادرة، وعلي مراجعة شعبة أمن بعينها. وفي الشعبة، قال لي رئيسها إن اعتقالي لم يكن بسبب التجمّع الليبرالي في سوريّا، ولمّا سألته عن السبب؛ أجاب: يمكن أن أخبرك ذات يوم!
يوم الجمعة القادم، وهذه المعلومة برسم الأمن السياسي، سوف نعيد تشكيل التجمّع الليبرالي في سوريّا: شاء من شاء، وأبى من أبى. فالوطن ليس ملكاً للسحاقيات القبيسيّات وشيوخهن في السلطة وخارجها.
المصدر في الناقد
وفي مرآة سورية نقلا عن الناقد
إضافة تعليق جديد