البارحة أخرجت أوراق قديمة كنت قد احتفظت بها في خزانتي ، خزانتي المملوءة بدفاتر وأوراق كتبت عليها مقتطفات من كتب كنت قد قرأتها سابقاً ، هي كلمات هزتني من الداخل ، جعلتني أحلق عالياً في السماء ...لذلك احتفظت بها ، و كلماأشعر أنني حاجة للتحليق في السماء أعود اليها و أقرأها مجدداً ….
سأبعث بين فترة و أخرى ما حفظته لتشاركوني روعة التحليق….
آخر كلمات أعدت قراءتها هي مقطع من رواية " زوربا" للكاتب اليوناني " نيكوس كازنتاكيس " …
* * *
" لقد مرّ عليّ وقتٌ كنت أقول فيه : هذا تركي ، يوناني ، بلغاري ، فأنا من أجل الوطن قمت بأعمال شنيعة ، مخيفة ، أحرقت القرى ، وسبيت النساء و ذبحت عائلات ، لماذا ؟ لمجرد أنهم بلغار أو أتراك ، فكنت كثيراً ما أحدّث نفسي قائلاً : فلتذهبي الى جهنم أيتها الخسيسة
ـ تطوعت في المقاومة ضد البلغار ، ذات يوم اختفيتُ في اسطبل لمنزل راهب بلغاري كان خلال الليل يرتدي ثياب الرعاة و يتمنطق بسلاحه ويتوجه الى القرى اليونانية ويقتل ثم يعود الى اسطبل الراهب ، هاجمته و ذبحته ، وبعد أيام قليلة نزلت الى نفس القرية متنكراً بثياب بائع جوال لأبتاع بعض المؤن و قرب أحد المنازل شاهدت خمس أولاد يمسكون أيدي بعضهم ، يتسولون ، ثلاث بنات و ولدان أكبرهم في العاشرة أصغرهم رضيع تحمله أخته ، فسألتهم : أولاد من أنتم يا صغاري ؟
ـ أولاد الراهب الذي قُتل منذ أيام في الاسطبل
وبسرعة ملأت الدموع مقلتي ، وراحت الأرض تدور بي فاتكأت على الجدار و ركعت على ركبتي وأعطيت كل ما في محفظتي من نقود و عدت لنفسي و تمالكت أعصابي ، وتركت القرية و قلعت حجاب القديسة صوفيا و مزقته و رميته في الهواء و رحت أركض و لا أزال أركض حتى الآن ، و هكذا تحررت من الوطن و من الراهب و من المال ، فأنا أغربل نفسي كلما تقدم في السن
ـ ربما كان بلغارياً أو تركياً ، فكل ما أسأل عنه ، هل هوطيب أم رديء ..؟
وأكثر من هذا ، لم يعد يهمني إن كان طيباً أو شريراً ، فأنا أشفق عليهم جميعاً ، فعندما أرى أي إنسان فأنا أشفق عليه ، هل تعرف ما أقول لنفسي ، إن هذا التعيس يأكل و يشرب أيضاً ، ويحب و يكره و يخاف و حوله أيضاً إله و شيطان ، فهو يوماً ما سيهجر سلاحه و ينام…. "
سأبعث بين فترة و أخرى ما حفظته لتشاركوني روعة التحليق….
آخر كلمات أعدت قراءتها هي مقطع من رواية " زوربا" للكاتب اليوناني " نيكوس كازنتاكيس " …
* * *
" لقد مرّ عليّ وقتٌ كنت أقول فيه : هذا تركي ، يوناني ، بلغاري ، فأنا من أجل الوطن قمت بأعمال شنيعة ، مخيفة ، أحرقت القرى ، وسبيت النساء و ذبحت عائلات ، لماذا ؟ لمجرد أنهم بلغار أو أتراك ، فكنت كثيراً ما أحدّث نفسي قائلاً : فلتذهبي الى جهنم أيتها الخسيسة
ـ تطوعت في المقاومة ضد البلغار ، ذات يوم اختفيتُ في اسطبل لمنزل راهب بلغاري كان خلال الليل يرتدي ثياب الرعاة و يتمنطق بسلاحه ويتوجه الى القرى اليونانية ويقتل ثم يعود الى اسطبل الراهب ، هاجمته و ذبحته ، وبعد أيام قليلة نزلت الى نفس القرية متنكراً بثياب بائع جوال لأبتاع بعض المؤن و قرب أحد المنازل شاهدت خمس أولاد يمسكون أيدي بعضهم ، يتسولون ، ثلاث بنات و ولدان أكبرهم في العاشرة أصغرهم رضيع تحمله أخته ، فسألتهم : أولاد من أنتم يا صغاري ؟
ـ أولاد الراهب الذي قُتل منذ أيام في الاسطبل
وبسرعة ملأت الدموع مقلتي ، وراحت الأرض تدور بي فاتكأت على الجدار و ركعت على ركبتي وأعطيت كل ما في محفظتي من نقود و عدت لنفسي و تمالكت أعصابي ، وتركت القرية و قلعت حجاب القديسة صوفيا و مزقته و رميته في الهواء و رحت أركض و لا أزال أركض حتى الآن ، و هكذا تحررت من الوطن و من الراهب و من المال ، فأنا أغربل نفسي كلما تقدم في السن
ـ ربما كان بلغارياً أو تركياً ، فكل ما أسأل عنه ، هل هوطيب أم رديء ..؟
وأكثر من هذا ، لم يعد يهمني إن كان طيباً أو شريراً ، فأنا أشفق عليهم جميعاً ، فعندما أرى أي إنسان فأنا أشفق عليه ، هل تعرف ما أقول لنفسي ، إن هذا التعيس يأكل و يشرب أيضاً ، ويحب و يكره و يخاف و حوله أيضاً إله و شيطان ، فهو يوماً ما سيهجر سلاحه و ينام…. "
المنتديات
التعليقات
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
Re: "من أجل الوطن..!!" زوربا
إضافة تعليق جديد