فكرة وجود الله

إن فكرة وجود الله هي التي تجعلني أستمر في الحياة
مهما كانت قاسية و صعبة
مهما لاحقني القدر الصعب و تتالت الخيبات و الانكسارات
حتى لو تحولت أيامي لكابوس طويل
حتى لو حكمت بقضاء كل عمري في منفى أو سجن لعين
إن فكرة وجود الله تجعل نوري دائم السطوع
يضيء قلبي الحزين و يفتح باب الأمل أمامي
….
إن ظلمت و لم أخذ حقي و لم ينصفي القانون
و لا حتى المجتمع و لم يقتنع أحد بحقي
أفوض أمري لله , هذه الفكرة تمنحني القوة
لأستمر و لأظل المدافعة عن الحقوق مهما غصبت حقوقي
لأن الله فوق الجميع و أعمالي أولاً و أخيراً أقدمها لذاتي
لنفسي لروحي اذاً بالنتيجة اقدمها لخالق هذه الروح لله
فهو سر وجودي هو من يحبني هو من يمنحني نعمة الحياة
هو واهب الجمال
الشجر الجبال السماء الأنهار البحار المطر
هل بإمكانك أيها الإنسان مهما تكبرت و تعبقرت
أن تهبني شمشاَ أو قمراً أو نجماً؟؟؟؟؟
هي تساوي عندي مال العالم و كل اختراعاته التي يظن بها
أنه تخطى فكرة وجود الله مسكين أيها الإنسان
حين تظن للحظة للحظة أنك حققت الكثير

أو قل هل بإمكانك أن تعيد الحياة لأمي بعد أن تسافر لعند الله؟؟؟؟
….
فكرة وجود الله تدفعني لأحب الآخرين و أتمنى لهم الخير
لأني أرى ذاتي فيهم و أعرف أن الله سيجبني أكتر إن امتد حبي
لكل إنسان و إن استطعت أن أمنح البسمة و البهجة لقلب مكسور
كما يمنحني الله الكثير الكثير من العزاء
….
فكرة وجود الله تجعلني أتلقى خبر إصابة أمي بمرض السرطان
برضاء و محبة و تسليم بأمر الله
تعلمت أن كلما تعذبنا في الحياة كلما اقتربنا من الله
لأن المرض هو مجرد اختبار قاسي و لكنه يعلمنا مدى تفاهة الحياة
و كم أننا معلقون بخيط رفيع جداً بين الحياة و الموت
خيط رفيع يمسكه الله بيده رحمة و رأفة بنا

ايماني بفكرة وجود الله
تهبني سعادة حتى في عز بؤسي
و تجعلني أحن أحن لفكرة لقاء الله
رغم أننا قلما نفترق و قلما نتخاصم و قلما نختلف
و لكن تعاهدنا أنا والله أنه من حقي أن أسأل و أستفسر
و أنه في كل يوم أتعرف عليه أكثر عبر المنطق و التحليل
كما أحببته في قلبي أسأل و أبحث لأحبه بعقلي
أتعلم حين نستطيع أن نحب الله بعقلنا كما بقلبنا
أين سنصبح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا ما زلت أبحث عن الأجوبة لأسئلتي
نعم فكرة وجود الله أحبها و تعني لي الكثير

في كل مرة أتسامح و أغفر لمن أساء إلي أشعر بأن الله
يبتسم و يبارك خطواتي
….
و حينما أقسو و أتصرف بعدائية و بقليل من الإنسانية
أراه حزين و غاضب مني
إلهي جميل و يجعلني أرى الوجود جميل
الهي محب و يجعلني أحب كل من هم حولي
طبعاً أنا ما زلت في بداية الطريق و أعلم أنه ينتظرني الكثير
و لكن تعاهدنا أنا و الله أننا لن نفترق و سنظل على حوار دائم
أحبك
أحبك
لأنك منحتني الكثير ثم الكثير
و سأقول للجميع أنني أؤمن بفكرة وجود الله
ليس لأنني تعلمت هذا
بل لأنني أشعر بهذا
و أحس بهذا
بل لأن فكرة وجود الله تجلعني أترقب الغد بفرح و بأمل
ببساطة وجود الله يمنحني الكثير من العزاء
و يهبني طاقة رهيبة لأستمر في الحياة
فكرة وجود الله
تجعلك ترى نفسك عابر عابر
لدرجة أنها تجعلك تطرد فكرة الحقد و الكره و النزاعات
و تستبدلها بفكرة المحبة و التسامح و السلام
لن أتصور الحياة
دون كلمة إن شاء الله
بإذن الله
الله كريم
سيعوضك الله
سيكرمك الله
الله المجيب
الله يرضى عليك يا ابني
الحمد لله
الله شاهد
ما بعرف هالكلمات بتريح و بتعطي الأمل و بتساعد
مفعولها ايجابي بيمنح طاقة رائعة
….
من حقنا الطبيعي أن نبحث عن الله بطريقتنا الخاصة
ليكون ايماننا داخلي و ليس لأن البعض أخبرنا أن الله موجود
طريق البحث عن الله يجعلنا نتعلق به و نؤمن به بعقلنا كما بقلبنا

________________________________________ياسمين


[ تم تحريره بواسطة ياسمين علي on 23/3/2006 ]
المنتديات

التعليقات

ياسمين علي

البعض عندما يتعرض لمأساة كبيرة غير متوقعة و تسبب له الألم الفظيع تراه من شدة ألمه و عذابه يصرخ عالياً الله ليس موجود لو كان موجود لما أخذ كل عائلتي التي أحبها كثير و تركني وحيداً أنزف ألماً …. أتذكر عندما تعرضت أحد البلدان لزلزل رهيب سمعت أحدهم يصرخ و هو تحت تأثير الصدمة و خبر فقدان كل عائلته نتيجة الزلزال يقول الله ليس موجود نعم ليس موجود ماذا تسمي كل هذا الدمار الذي أصاب المكان و أخذ معه آلاف العائلات؟ انظر , ماذا ترى الكثير من الأشلاء و بيوت مهدمة في الأمس كنا نلعب مع أطفالنا و نمرح و نركض في الحديقة انظر إلى هذا الرب القاسي …. بإمكاننا أن نتفهم ردة فعل بعض الأشخاص لأن الإنسان يتألم و يتعذب لفقدان من يحب و يسأل لما فعل الله هكذا إن كان موجود؟ … ربما بعد فترة من الزمان بعد أن تهدأ الروح و يعتاد الإنسان مع الايام على فكرة فقدان من يحب يعود ليصحو من صدمته هذه و بيوم ما ينظر الى السماء و الى روعة الوجود ربما يرى القمر و هو بدراً و كيف تحيط به الغيوم ربما في هذه اللحظة ينظر إلى السماء طالباً الاعتذار من خالق هذا الكون ليقول سامحني يا ربي أنت موجود , نعم أنت موجود و لكننا نحن البشر ضعفاء و أنت رحيم خلقت معنا باب التوبة ليكون مفتوحاً لنا في كل الأيام , و اليوم يا ربي أفهم أننا كلنا راحلون عن هذه الحياة الطفل و الشاب الكل محكوم بالرحيل وقت تشاء …. بصراحة أنا تصالحت مع فكرة أنني سأفقد كل من أحبهم قد يكون يوم رحيلي قبل يومهم أو بالعكس صحيح أن الفكرة قاسية و مؤلمة و لكن إن حاولنا التصالح معها سنوفر على أنفسنا الكثير من المعاناة و لن نقف يوماً وجهاً لوجه مع الله لنقول له لا لست موجود بل سنقول عندها أنت أعطيت و أنت أخذت الكل راحل إليك و لا بد أنهم سعداء لأنهم سافروا إليك و أنا المسكين لأنني ما زلت في هذه الحياة أنا انظر إليك عبر السماء و هم الآن عندك سعداء … يا ترى عندما نفقد شخص نحبه على من نحزن على أنفسنا أم عليه؟ بالطبع على أنفسنا لأننا نخاف الوحدة و فكرة الرحيل و عندما نبكي على الميت على من نبكي ؟ على أنفسنا لأننا حرمنا من حبه و حنانه اذاً فكرة الحزن على رحيل من نحبهم تحمل سؤال كبير أنحن نشعر بالحزن عليهم أم على أنفسنا ؟ أليس من يرحل عن هذه الحياة يرتاح و يتخلص من قيوده أم ماذا؟ بالطبع من حقنا أن نحزن و نبكي و لكن لما لا نتصالح مع فكرة الموت؟ عندما يولد الطفل يأتي إلينا باكياً و نحن نضحك و عندما يموت نبكي و هو يرحل ضاحكاً إنها حكمة الحياة كما نفرح لقدوم أطفالنا علينا أن نتقبل فكرة رحيلهم كما نشكر الله لأنه وهبنا الحياة و الأطفال من واجبنا أن نقول الحمد و الشكر لله في كل الأحوال يبقى البشر ضعفاء و كلنا نمر بتجارب نضعف فيها و نشك بوجود الله و نلوم الله و لكن لا بد و أن نعود لنحن إليه و لنتصالح معه لأنه هو عزائنا و هو سبب وجودنا
ياسمين علي

أمد لك يدي لنسير معاً إلى طريق النور حيث تسير الطيور و تشرب الزهور من نور الشمس .. أمد لك يدي كما هو بالأمس مد إلي يده و علمني كيف أكون زهرة لوتس تحيا في وسط المستنقع زهرة لوتس لا تخنقها رائحة الكذب و لا كل عفونات البشر علمني كيف أزهو بجمالي دون أن تقتلني قذارات المستنقع … أمد إليك يدي لنكون أنا و أنت و هو زهور لوتس تحيا و تزهو في وسط مستنقع الحياة …. ليس كل من يمد إليك يده يدعوك إلى طريق النور صادق في دعواه اسأله أولاً عن أي طريق يتحدث.. … اقترب مني ثم همس أدلك على طريق توصلك إلى الجنة إنني حزين عليك و أتمنى لك الأفضل مسكينة , حرام هذا الجمال أن تأكله النار … اسمعي مني أنا فعلاً مهتم لأمرك طريقنا طريق الخلاص … أمد إليك يدي لندخل الجنة معاً صمت قليلاُ ثم حدقت في عينيه هل حقاُ متأكد أنني إلى النار؟ و من قال لك أنك إلى الجنة؟ يا ترى من يملك مفاتيح النار و الجنة؟ و لما تظل هذه الثنائية تلاحقنا أينما اتجهنا و تمنعنا من أن نحيا الحياة كما هي دون كذب و خداع و خوف و ترهيب …. لن أتبع طريقك قبل أن أرى ورقة دخولك إلى الجنة مختومة من الرب إن كان بإمكانك أن تحضر هذه الورقة سيكون لنا حديث آخر نعم ورقة عليها ختم و توقيع الله تثبت أنك إلى الجنة ما رأيك ؟ أعرف أن كلماتي أزعجته و هزته من الداخل للحظات و لكنه أغلق على قلبه و عقله و ما عاد يسمع و يفهم إلا ما يرغب هو بسماعه و معرفته …. لا أصدق أن أحداً يستطيع أن يحصل على هذه الورقة لأجل هذا طلبتها منه ليس لأي شيء آخر كل إنسان حر في اختيار الطريق الذي يراه مناسب و لكن بعض الناس يعملوا على فرض طرقاتهم علينا و لا يتركوا طريقة و إلا و يحاولوا بها مهما كانت قاسية يرون أنهم يسلكون طريق الحق و أن أي طريق آخر هو طريق الباطل ثنائية الجنة و النار الحق و الباطل المؤمن و الكافر ثنائيات تلاحقنا , لا يحق لنا نحن البشر أن نصنف أحد و لا أن نعطيه لقب اتركوا هذه الثنائيات لرب هذا الكون هو وحده العليم بمن يستحقها ليت كل واحد منا ينشغل بتحسين ذاته بدل أن يظل كل منا منشغل بسيئات الأخر بالنهاية إن كل إنسان منا عمل على خير ذاته سنلتقي و سيعم الخير …. الأم تصرخ إنه ابني و أنا أعرف ما يناسبه هل حقاً يا سيدتي تعرفين ابنك أكثر من ذاته قدمي له النصح و اتركيه يختار ما يشاء ….

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.