قلت لها مراراً أن تبتعد لا أريدها في حياتي , لا تكف عن مطاردتي تريدني ان أطلقها للعيان وعلى الملأ , وأنا لا أستطيع نشرها .
كانت تتوقع مني ان أشهرها سيفا أقاتل به , كانت تظن بأني سأفتخر بها ..
لكن أنا خذلتها وكتمت صوتها تحت وسادة الخوف , فأنا اخاف الفراغ الذي يجلس على شرفات البيوت المتراصة كعلب الكبريت , يدخن النارجيلة ويشرب المتة بلا سكر لساعات طوال , عيونه تنتقل بسرعة ودقة تراقب الأبنية العالية وتتسلل من ثقوب الستائر الى داخل منزلي .
تتربص بالداخل والخارج كي ترجم الأفكار المولودة حديثا بحجارتها المدببة.
قلت لها : لا لا ارحميني لا أقدر على تبنيك والخروج بك او معك ..
لكنها رفضت وهربت من قلمي فدهستها البومة , فاضطررت ان ألحق بها قبل ان تخطفها مني او يأخذها الظلام , أمسكت بها , تلون جسدي بدمها , حملتها إلا أنها انزلقت من يدي .
رآني الغبار فأحاطها , ركلته بقوة , انسلت من يدي .. لقد تمزقت إلى أشلاء ...
يا إلهي انها كل ما أملك سيسرقوها مني , غافلني الدمع
اهتجت كثيرا وتغيرت ملامحي صار جسدي أزرقا على سواد فتحولت الى موجة حمراء ارتفعتُ مع أجزاء ابنتي الصغيرة إلى شرفة البومة .. كان لونها الأسود الداكن وجحوظ عينيها وفمها الصغير المتآكل مخيف جدا عن قرب , لكني تجاوزته و سحبتها من شعرها الكثيف الاشعث الزيتي وصرخت بها :
انا احب كذا واكره كذا وأحب فلان وصديقتي فلانة , وانا احب ان أمشي على الكورنيش بمفردي وانا أسافر خارج القطر في كل عام وانا لا أخافك ولا اهابك ولا تهميني وهي , نعم هي تخصني وانا أمها وهي ابنتي .
انا صاحبة الفكرة بكل فخر فدعي هدوئي واوراقي وقلمي بصمت وابتعدي , ابتعدي عن مساءاتي واحلامي أيتها الدخيلة..
[ تم تحريره بواسطة Toha on 1/7/2006 ]
كانت تتوقع مني ان أشهرها سيفا أقاتل به , كانت تظن بأني سأفتخر بها ..
لكن أنا خذلتها وكتمت صوتها تحت وسادة الخوف , فأنا اخاف الفراغ الذي يجلس على شرفات البيوت المتراصة كعلب الكبريت , يدخن النارجيلة ويشرب المتة بلا سكر لساعات طوال , عيونه تنتقل بسرعة ودقة تراقب الأبنية العالية وتتسلل من ثقوب الستائر الى داخل منزلي .
تتربص بالداخل والخارج كي ترجم الأفكار المولودة حديثا بحجارتها المدببة.
قلت لها : لا لا ارحميني لا أقدر على تبنيك والخروج بك او معك ..
لكنها رفضت وهربت من قلمي فدهستها البومة , فاضطررت ان ألحق بها قبل ان تخطفها مني او يأخذها الظلام , أمسكت بها , تلون جسدي بدمها , حملتها إلا أنها انزلقت من يدي .
رآني الغبار فأحاطها , ركلته بقوة , انسلت من يدي .. لقد تمزقت إلى أشلاء ...
يا إلهي انها كل ما أملك سيسرقوها مني , غافلني الدمع
اهتجت كثيرا وتغيرت ملامحي صار جسدي أزرقا على سواد فتحولت الى موجة حمراء ارتفعتُ مع أجزاء ابنتي الصغيرة إلى شرفة البومة .. كان لونها الأسود الداكن وجحوظ عينيها وفمها الصغير المتآكل مخيف جدا عن قرب , لكني تجاوزته و سحبتها من شعرها الكثيف الاشعث الزيتي وصرخت بها :
انا احب كذا واكره كذا وأحب فلان وصديقتي فلانة , وانا احب ان أمشي على الكورنيش بمفردي وانا أسافر خارج القطر في كل عام وانا لا أخافك ولا اهابك ولا تهميني وهي , نعم هي تخصني وانا أمها وهي ابنتي .
انا صاحبة الفكرة بكل فخر فدعي هدوئي واوراقي وقلمي بصمت وابتعدي , ابتعدي عن مساءاتي واحلامي أيتها الدخيلة..
[ تم تحريره بواسطة Toha on 1/7/2006 ]
المنتديات
التعليقات
Re: الهاربة
إضافة تعليق جديد