كشفت وثيقة تسربت من شركة ستراتفور الاستخباراتية أن استراتيجية تعامل إعلام المؤامرة مع الناشطين الشعبيين تعتمد على ثلاثة مبادئ:
- تحييد المبدئيين.
- تحويل المستقلين إلى واقعيين
- استحمار الواقعيين
في الحلقتين السابقتين ناقشنا عملية غسل عقول المستقلين، وعملية تحييد المبدئيين، ونركز اليوم على جو القطيع الذي يتم استحماره، ولنطلع على جو القطيع وطريقة تفكيره سأقدم لكم مجموعة من الأمثلة الواقعية عن مجتمع محدد أسوقه كمجرد مثال على جو القطيع.
- في مجتمع تعرض للعديد من العمليات الإرهابية على مدى العقود الماضية، وثبت باعتراف ساسة هذا المجتمع أن جميع العمليات الإرهابية على الإطلاق ارتكتبت من قبل ارهابيين تلقوا تدريبا وتسليحا وتمويلا من قبل ساسة هذا المجتمع. ورغم ذلك مازال هذا المجتمع يثق بساسته لحمايته من العمليات الإرهابية.
- في مجتمع خاض عشرات الحروب، ثبت أن جميع الحروب التي خاضها مؤخرا كانت نتيجة أكاذيب كررها سياسيوه عليه عشرات المرات، ثم اعترفوا أنهم كذبوا في كل أسباب الحروب التي خاضها، ورغم ذلك مازال هؤلاء السياسيون نفسهم يكذبون على مجتمعهم، ومازال المجتمع ينقاد معهم إلى حروبهم الجديدة.
- في مجتمع يخضع لنظام برلماني، تكشف أن أحد نواب هذا البرلمان يمارس اغتصاب الأطفال، وأن الحكومة كانت تعرف بذلك وتراقبه بل وتسجل أفلاما له خلال اغتصابه للأطفال، ورغم ذلك ترقى هذا النائب في منصبه حتى أصبح رئيس البرلمان، وخلال رئاسته للبرلمان نشرت مجلة مطبوعة تقريرا موثقا عن نشاطاته القذرة، ولم يؤثر ذلك على عليه مطلقا، ثم تكشف أنه أثناء خدمته كرئيس للبرلمان كان يدفع رشاوي لإسكات جهة أجنبية تبتزه بوثائق ما، ورغم ذلك لم يثر المجتمع ضد هذا الشخص ولا ضد تجاهل القضاء لتجاوزاته. ورغم العديد من الفضائح المشابهة لنواب برلمان هذا المجتمع، مازال هذا المجتمع يثق بنظامه البرلماني الذي يوصل مثل هذه الشخصيات إلى رئاسة البرلمان.
- في مجتمع يعتبر مواطنوه الأعلى مديونية في العالم، وفي التاريخ، ولا يتمتع مواطنوه بأي من الحقوق التي حصلت عليها الكثير من المجتمعات كالتعليم المجاني والتأمين الصحي المجاني، ورغم ذلك ينفق ساسته تريليونات الدولارات سنويا على الحروب والسلاح ومساعدة "حلفاء دولتهم" بدون أن يحتج هذا المجتمع أو يطالب بأي تغيير.
أستطيع أن أعدد الكثير من الأمثلة عن جو القطيع من المجتمع الأمريكي أو السعودي أو التركي أو المصري أو حتى السوري، وأنا أتوقف الآن لأترك للقارئ فرصة للتفكير بأمثلته الخاصة، وبجو القطيع الذي ينقاد للاستحمار الاعلامي حوله، وبما يمكن أن يحصل في مجتمعنا إذا تمكنت البروباغاندا من استحماره وتحويله إلى مجرد قطيع.
وأدعوكم لتذكر ما قاله الرئيس الأسد في خطاب القسم
ما يجري من عدوان على سورية لا يستهدف اشخاصاً أو حكومات كما بدا للبعض في البداية بل يستهدف بنية الوطن ودوره وتفكير أبنائه لتحويلهم في نهاية المطاف إلى قطعان تُقاد عن بعد
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد