هل لاحظتم تغطية وكالات الأنباء وشبكات التلفزيون العالمية لنشاط العرعرة المتمثل في قرع الصحون والطناجر ليلا كتحية لعمال القطاع الصحي في العديد من دول العالم؟ الإعلام العالمي لا يكترث لفيديو عن أشخاص يقرعون الصحون أو يصفقون إلا ضمن أجندة ما، ونحن السوريون نعرف تماما كيف دعم الإعلام العالمي نشاطات الإرهابيين في بلادنا، وكيف ظهرت عرعرة قرع الطناجر في سوريا وأصبحت خبرا عالميا في اليوم التالي. ما يحصل الآن هو نفس الآلية، ولكن بتنفيذ مختلف ولأهداف مختلفة.
لقد تشكلت لدينا، نحن السوريين، خبرة واسعة بالبروباغاندا الأمريكية، وأصبحنا نشتم رائحة التلفيق عن بعد، ولذلك فإن ظهور نشاط مثل قرع الطناجر في هذه الأزمة يذكرنا بعرعرة قرع الطناجر في بداية الأزمة السورية، ويدفعنا للتساؤل عن تشابهات أخرى بين ما يحصل حاليا من أزمة مفتعلة بحجة مرض كوفيد 19، والأزمة التي افتعلتها أمريكا وحلفاؤها في بلادنا.
نحن السوريون ندرك أنه عندما تزعم البروباغاندا الأمريكية أن الفيروس المسبب لكوفيد 19 هو سلاح بيولوجي صيني، فإن هدفها هو التغطية على أن من الثابت علميا أن علماء أمريكيين يعملون لدى الحكومة الأمريكية وبتمويل من مؤسسة الدعم الحكومي الأمريكي قد استوردوا فيروسات كورونا غير موجودة في بلادهم، واستخدموها لتصنيع فيروسي كورونا لديهما قدرة وبائية وأحدهم جاهز لإصابة البشر كما شهدت بذلك أبحاثهم المنشورة.
وعندما نسمع البروباغاندا الأمريكية تزعم أن الصين تقتل سكانها بالسلاح البيولوجي، نتذكر سيناريوهات الكيماوي المتعددة في سوريا، وكيف كان عراعير أمريكا وإرهابيوها يقصفون المواطنين السوريين بأسلحة كيماوية ثم يتهمون بلدنا باستخدام الأسلحة المحرمة ضد السكان.
وعندما نشاهد مطالبات الإعلاميين والنواب الأمريكيين للحكومة الأمريكية بحماية الناس من التهديد المزعوم، فنحن نتذكر قوانينهم المتعددة التي اعتمدوها لما أسموه "حماية الشعب السوري" وكانت تهدف عمليا لقتل وتهجير أكبر عدد من المواطنين السوريين، ولتجويع وتفليس من يبقى منهم حيا في سوريا.
وعندما نشاهد بروس أيلوارد يتقافز من قناة لأخرى منذرا بالويل والثبور وعظائم الأمور، فنحن نتذكر الطرطور رامي عبد الرحمن وأكاذيبه الإعلامية التي اعتمدتها وكالات الأنباء كحقائق لا يرقى إليها الشك. نعم لا بد لهذه الأزمة من شخص مثل بروس أيلوارد، فالعرعرة لا تصح بدون رامي عبد الرحمن.
نحن السوريون نعرف أنه عندما يتباكى الإعلام الأمريكي على الضحايا، فهو في الحقيقة يغطي على أعمال من يقتلون هؤلاء الضحايا وينهبون ثرواتهم بدعم سياسي واقتصادي وعسكري من الحكومة الأمريكية وشركات القتل المنظم في أمريكا.
ونحن السوريون نلاحظ أن الأزمة التي يتم تصميمها وتنفيذها حاليا مازالت في بداياتها، وأنها ستشتد وتشتد لتصيب كل الناس. في هذه الأيام يفقد الآلاف عملهم يوميا في العالم بحجة "الفيروس الصيني"، ولاحقا سيموت الآلاف من الجوع يوميا في العالم بسبب "مكافحة الفيروس الصيني" في حين تنهب ثروات الشعوب، ويزداد كبار الأغنياء غنى، ويزداد المتسلطون تسلطا، وتختفي عن الخريطة بضع دول ومجتمعات.
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد