قد تنمو الصداقة لتصبح حباً ، ولكن الحب لا يتراجع ليصبح صداقة
_ بيرون_
……………….
صداقتك أزهرت حباً
حبك لن يعود برعماً
بعد أن أزهر…
هل الزهرة تعود برعماً؟!!..
و دعتك بإرادتي
أبعدتك نهائياً عن حياتي
ارحل
ابتعد
ليكن بيني و بينك
ألف ألف مدينة
لم و لن
أحول حبك إلى صداقة
كلما أقنع نفسي
بأنك لم تعد حبيبي
و أنك صديقي
أقترب منك
لأصافح يد صديقي
يحن جسدي
لذكرى كانت يوم
يد حبيبي
….
لم أنجح
لم أنجح
يد تلامس يد
يد أحبت يد
لا تؤمن بصداقة بعد حب
…..
إما حبيبي
أو لا
أبعد بيدك عني
لم أعد أتحمل الكذب

القضية هي
أن تعيش بلا قضية
عندما وصلوا إلى مرحلة
فقدوا فيها انتمائهم إلى
وطن ,أرض,مجتمع, أسرة ,إنسان
وكل ما يحمل
ألم,وجع ,حزن ,فرح. أمل ,حب…
حينها قرروا أن يعطونا دروس في (اللانتماء)
أو كما يسموها ( اللاتعصب)
كيف لهم أن يطلبوا من الزهرة
أن تتحول إلى قضية اللانتماء
كيف للزهرة أن تتنكر للأرض
وللسماء وللمطر….
هذا انتحار
جنون
هذه قمة الظلم…
لا أحب هذه القضية التي تعيش

بلا قضية
بلا انتماء
بلا ذاكرة
بلا حب
بلا إنسان

يا من تنادون بقضية تعيش بلا قضية
اسمحوا لي أن أقول لكم
هناك فرق كبير بين الانتماء والتعصب

سيظل الحب ناقص
و سيظل شيء يشبه الحب
إن لم نتلاقى نحن الأربعة
في نقطة التقاء ..للارتقاء
…
لن أقول بعد اليوم أنك حبيبي
لن أقول بعد اليوم أنني أحببت
لن أقول بعد اليوم أنني عرفت الحب
و عشته و ضعت فيه و التقيت فيه
….
هي نقطة واحدة عندما أصل إليها
عند هذه النقطة
نقطة التقاء الأربعة
قلبي ..عقلي…روحي..جسدي
عندما أحبك بكل ما أنا
بهذه النقطة السحرية
حينها سأعلن للكرة الأرضية
أنني عرفت و عشت و انصهرت
و أعدت تشكيلي من جديد
عندها سأقول للرب شكراً
لأنك خلقتني إنسان
بقلب و روح و عقل و جسد
عندها ستغار مني الشجر
و كل كلمات الله

إن الصداقة هي شهوة القلوب الكبيرة وهي أعظم تعزية في الحياة كما أنها أولى الفضائل..
-- فولتير
___________________________________________
بالأمس
التقينا
تحاورنا
تناقشنا
قلت لي أنت تفهمينني
آه يا صديقتي كم بحثت عنك
بالأمس
دهشت حينما التقينا و تعارفنا
بالأمس
عشنا أحلى أوقات الصداقة و التفهم
بالأمس
اعترفت لك بأنك أعظم إنسانة عرفتها
بالأمس
ضحكنا ..لعبنا….تسابقنا مع فراشات الحقول
بالأمس
سهرنا و تسامرنا مع قمر دارنا و في حارتنا
…..
قلت له
يا صديقي كم تفهمني
يا صديقي كم أحتاجك
يا صديقي كم تصارحنا

يهمس لي
حتى بأقصى درجات حبنا
ما زلت تفكرين..مازال عقلك يشتغل
لماذا ؟؟…يا ليتك تسكت عقلك قليلاً
صدقيني سنحظى بأروع لحظات الحب
اسكتي عقلك…أخرسي تفكيرك..
أرجوك فاليوم وعدت نفسي بك
….
أضحك بوجهه
أهزأ ببساطته
يا حبيبي
لا تدخل بيتنا مشروباً
تظن به سيوصلك إلى الغيم
لا تحمل كأس ..يوهمك
أنه مفتاح الحب الجنوني
إن كنت تحبني
أرمي بكل الكؤوس
حطمها ..حطم الكذب
صدقني لا يوجد فيها
إلا السموم
من كذب عليك ؟
من سخر منك ؟
من أوهمك ؟
أنك بكأس
بشراب
ستطال النجوم
و تقطف القمر
و تضحك بأعلى صوتك
ها أنا أملك الكون
….
حبيبي

منذ زمن قررت أن لا أكتب عنك
لن أعذب أوراقي بذكراك
لن أزعج قلمي بالحديث عنك
….
يهمس صديقي
يا رفيقتي فعلاً تستحقين حباً من نوع آخر
ذكرى أجمل..أعظم…أنقى
عرفتك منذ لقائنا الأول رقيقة , شفافة, حساسة
ما عرفت قبلك إنسانة تنتقي كلمات ياسمينية
تفوح يعطرها و تمر بلطف على كل من يقرأها
لما ؟؟
لما تضعفين أمام ذكراه كما ضعفت يوماً أمام عيناه ؟!..
أقسمت أنك ستمحين كل أسطر كانت مكتوبة له
و أنك لن تتذكريه بكلمة لأن الكلمة
أكبر منه..أعظم منه
أشرف منه…أنقى منه
صدقيني حتى الحرف أهم منه
أنت أخبرتني بهذا… هل يا ترى لم تتذكري؟!..
اسألي صديقتك

لقد بنيت بيتي على لا شيء لذلك فإن العالم بأكمله هو ملكي
-- غوته__
………………………………

سألوني ماذا تملكين
فعلاً ماذا تملكين؟
قلت لهم أملك الكثير
أملك ما لا تملكوه
أشياء لا تشترى و لا تباع
أشياء أهم من كل القصور
لم أكن يوماً عاشقة القصور
و لا الأبنية الشاهقة
و لا الرؤوس الفارغة
أعيش بأجمل مكان
و في كل مكان
زرت ألف ألف بلد
و لم أقف يوماً بمطار
و لم أحمل جواز سفر
هل أحتاج لتأشيرة دخول
لأقول هاأنا قد وصلت ؟؟..
لا
يا أصدقائي
روحي رأت كل الأكوان
و سكنت قمراً لم يعرفه
يوماً رائد فضاء
يظل قلبي ممتن لربي

تقول لي
تأخرت أمطار هذا الشتاء
الطقس دافئ و كأننا في أيار
و لسنا في كانون
هل حقاً نحن في كانون ؟
لما الطقس يبدو غريب ؟
لا مطر و لا برد و لا شتاء
هل نحن ننتظر شتاء بخيل؟
هل غيومنا بخيلة لهذا الحد؟
كيف ستكون المواسم ؟
كيف سيكون الحصاد؟
بدأت تسأل
ثم تلوم السماء
حتى ظننت فعلاً
أن لا شتاء و لا حصاد
….
تركتها
و ذهبت أراقب السماء
و تحدثت مع غيوم الله
هل حقاً
هل حقاً
غيوم الله تعدنا بقليل من العطاء
هل ستبكي الأرض بدل السماء
ستبكي اشتياقاً و عطشاً
هل ستموت
آلاف السنابل و آلاف الأطفال؟
هل سنترك الأرض بلا بدار؟

العمل يكون فارغاً و بلا ثمن إن لم يقترن بالمحبة
…………..جبران خليل جبران…

لم يفهم أصدقائي يوماً تصرفاتي
أغلبهم كان يلقي اللوم علي
لما تهدرين وقتك مقابل أجر بسيط لا يليق بقدرتك
البعض كان يراني مميزة أستحق فرصة أكبر
معهم حق.. هم لهم نظرة و أسلوب في الحياة
و أنا كنت دوماً أقف عكس كل من أعرفهم
أحب اختلافي هذا بل أعشقه
لأنني عشت كل أعمالي بمحبة لا تقاس بأي أجر مادي
كنت أكتفي بالقليل لأني بداخلي كنت أحصل على الكثير
ثم الكثير لا يقدر بثمن
كنت أعرف أن الطرف الاخر يظن أنني لا أقدر قيمة عملي
لهذا لا أطلب المزيد و بعضهم استغلوا هذا النقطة لصالحهم

سألتني إن كنت أعرفه
سميت لي اسمه
الثنائي
ثم الثلاثي
هل عرفته يوما ؟
هل حقاً لا تعرفينه ؟؟
أتعرفيه أم لا ؟؟
ثم تابعت
إليك المزيد
عمره
مهنته
زوجته
أولاده
و كلام ثم كلام
هل عرفته يوماً ؟؟
أرجوك أجيبي
نعم
أم
لا
….
اسأل طفل في سنته الأولى
هل يعرف أمه
من خلال اسمها
الثنائي ثم الثلاثي
و من أغنيتها المفضلة
و أكلتها المحببة
عبر لونها
دينها
أشياء و أشياء
تدل على أمه
سينظر إليك الطفل بدهشة
و تزداد دهشته كلما أكثرت الكلام
الطفل لا يعرف أمه
بل يحب أمه
من ضحكتها
من حنانها
من لمساتها