نشر خبير أمن الإنترنت المعروف المهندس يعرب كاشور مقالا يتحدث فيه عن انتشار دودة Blaster في سورية خلال الأيام الماضية، ويقول فيها أن مخدم الإنترنت للجمعية المعلوماتية ملوث بالفيروس ويحاول نقله إلى كل مشتركي الإنترنت السورية.
في تلك المقالة يصف الأستاذ يعرب كيف يصاب الحاسب بالدودة بمجرد الدخول إلى الإنترنت، وأن الحماية التي يقدمها برنامج Norton Antivirus ليست كافية لمنع الإصابة بالفيروس، ويتهم مزود الخدمة أنه ينشر الدودة قصدا أو عفوا.
تنتشر هذه الدودة عبر الإنترنت بشكل مباشر، وبدون الحاجة لفتح البريد الالكتروني، وتصيب أنظمة Windows 2000 و ويندوز XP غير المحمية. تعتمد الدودة في انتشارها على استغلال ثغرة في تقنية DCOM RPC التي تعمل تلقائيا على كل أنظمة ويندوز، وتنصت على المنفذ 135 للبروتوكول TCP. يقوم أي حاسب مصاب يستطيع الاتصال مباشرة بالحاسب الهدف بإرسال حزمة بيانات تحوي أوامر تستغل الثغرة الأمنية، وتفتح المنفذين 4444 على البروتوكول TCP و 69 على البروتوكول UDP، ثم تقوم حزمة البيانات المرسلة بتنزيل ملف الدودة من الحاسب المصاب، ثم تشغله لتبدأ عملها من جديد. ولن أدخل في تفاصيل عمل الدودة وخطرها الأمني الهائل على الحاسب المصاب، لأنه موضوع طويل وعديم الفائدة، فهذه الدودة قديمة وقد انخفضت الإصابة بها إلى الحدود الدنيا.
لكي تتمكن الدودة من الانتشار إلى حاسب ما، يجب أن يحقق الحاسب الشروط التالية:
1- نظام التشغيل يحوي الثغرة التي تستغلها الدودة في DCOM RPC
2- الحاسب ليس محميا بجدار نار، أو أن جدار النار بالغ الغباء لدرجة أنه يفتح المنافذ 135 و 4444 على البروتوكول TCP و 69 على البروتوكول UDP.
نلاحظ أن تقنية انتشار الدودة تتم آليا لمجرد كون الحاسب غير محمي ومتصلا بالإنترنت، والحماية الأساسية منها هي في:
2- استخدام جدار ناري وإغلاق المنفذ 135 على البروتوكول TCP من الجدار الناري، لإن ويندوز لا يستطيع إيقاف خدمة DCOM RPC.
في الفترة الماضية، عندما كانت الجمعية تقدم خدمة Real IP، ولم تكن Microsoft قد أصدرت إصدار الخدمة الأول SP1 لنظام Windows XP، كانت كل حواسب مستخدمي الإنترنت السورية المشتركين بخدمة Real IP مفتوحة أمام هذه الدودة، لأن سياسة أمن الإنترنت لدى الجمعية المعلوماتية كانت تمنع أي اتصال مع الخارج من سورية، ولكنها تسمح لكل من خارج سورية أن يسرح ويمرح في الشبكة السورية. ولذلك شاع في تلك الفترة استخدام جدران النار المحلية، وأثبتت فعالية كبيرة في وجه الدودة، لأنها تصدها قبل أن تتمكن من النفاذ.
أعتقد أن مزود الخدمة لا يستطيع فعليا حماية المستخدمين داخل شبكته من مستخدمين آخرين على نفس الشبكة، ربما يحاول مزود الخدمة تقديم أفضل حماية، ولكن الحماية الكاملة غير ممكنة فعليا. أعتقد أيضا أن مزود الخدمة ليس مسؤولا إذا كان بعض مستخدمي الشبكة قد قرروا استخدام نظام تشغيل قديم، ومزود بثغرات أمنية مبيتة قصدا أو عفوا، ولا يحمون نفسهم بجدار نار. فكل مستخدم على الإنترنت مسؤول عن حماية نفسه قدر الإمكان، ولذلك فأنا لا أوافق الأستاذ يعرب كاشور على تحميل مسؤولية إصابة بعض الأجهزة بهذه الدودة لمزود الخدمة، بل أضم صوتي لصوت طاقم الدعم التقني في الجمعية المعلوماتية، فالمسؤولية أولا وأخيرا تقع على مسؤول الأمن لهذه الأجهزة، وهو الشخص المسؤول عن تعيير جدار النار، وترقية نظم التشغيل لسد كل الثغرات الأمنية. وعندما يقوم مسؤول الأمن هذا بمهمته كما يجب، بدلا من دفن رأسه في الرمال وتحميل المسؤولية لغيره، لن تستطيع دودة Blaster الانتشار على حواسبه حتى لو حاول مزود الخدمة عمدا أن ينشرها.
في نهاية مقالته يطرح الأستاذ يعرب كاشور مجموعة من الأسئلة العامة، وأهمها سؤاله لمزودي الخدمة عن الاحتياطات الأمنية التي يتخذونها، وهو سؤال مشروع أضم صوتي إلى صوته في طرحه، ولكنني أخالفه الرأي في تحميل المسؤولية للجمعية المعلوماتية عن انتشار هذه الدودة، وأعتقد أن ذنب من يصاب بها هو أنه لم يستخدم نظام تشغيل آمن، ولم يحم نفسه بجدار نار، وإذا كان القانون لا يحمي المغفلين، فهل مسؤولية الجمعية المعلوماتية أن تحميهم؟
مزودو الخدمة في سورية ليسوا مسؤولين عن هذه المشكلة البسيطة، ولكنهم مسؤولون عن الكثير من المشاكل التي تترك تأثيرا كبيرا جدا على مجتمعنا، وإذ أحاول هنا أن أكون موضوعيا ومنصفا، أرجو أن يحاولوا هم أيضا أن يكونوا موضوعيين، ويعتبروا أن المواطن السوري إنسان كامل الحقوق والأهلية، ويستطيع استخدام الإنترنت مثل أي مواطن في موزامبيق أو توغو أو سيراليون.
لمزيد من المعلومات عن هذه الدودة يمكن قراءة نشرة شركة مايكروسوفت عنها
http://www.microsoft.com/security/encyclopedia/details.aspx?name=Win32%…
ولحماية حواسبكم من هذه الدودة والكثير من المشاكل الأمنية الأخرى عليكم ترقية إصدار ويندوز إلى Windows XP SP2 وتزويده بكل التحديثات الجديدة من Windows Update.
كلمة أخيرة: استخدام مضاد الفيروسات لن يحميكم من هذه الدودة، ولا من الكثير من الاخطار، لا بد من استخدام جدار نار، وتعييره بشكل مناسب لاحتياجاتكم.
في تلك المقالة يصف الأستاذ يعرب كيف يصاب الحاسب بالدودة بمجرد الدخول إلى الإنترنت، وأن الحماية التي يقدمها برنامج Norton Antivirus ليست كافية لمنع الإصابة بالفيروس، ويتهم مزود الخدمة أنه ينشر الدودة قصدا أو عفوا.
تنتشر هذه الدودة عبر الإنترنت بشكل مباشر، وبدون الحاجة لفتح البريد الالكتروني، وتصيب أنظمة Windows 2000 و ويندوز XP غير المحمية. تعتمد الدودة في انتشارها على استغلال ثغرة في تقنية DCOM RPC التي تعمل تلقائيا على كل أنظمة ويندوز، وتنصت على المنفذ 135 للبروتوكول TCP. يقوم أي حاسب مصاب يستطيع الاتصال مباشرة بالحاسب الهدف بإرسال حزمة بيانات تحوي أوامر تستغل الثغرة الأمنية، وتفتح المنفذين 4444 على البروتوكول TCP و 69 على البروتوكول UDP، ثم تقوم حزمة البيانات المرسلة بتنزيل ملف الدودة من الحاسب المصاب، ثم تشغله لتبدأ عملها من جديد. ولن أدخل في تفاصيل عمل الدودة وخطرها الأمني الهائل على الحاسب المصاب، لأنه موضوع طويل وعديم الفائدة، فهذه الدودة قديمة وقد انخفضت الإصابة بها إلى الحدود الدنيا.
لكي تتمكن الدودة من الانتشار إلى حاسب ما، يجب أن يحقق الحاسب الشروط التالية:
1- نظام التشغيل يحوي الثغرة التي تستغلها الدودة في DCOM RPC
2- الحاسب ليس محميا بجدار نار، أو أن جدار النار بالغ الغباء لدرجة أنه يفتح المنافذ 135 و 4444 على البروتوكول TCP و 69 على البروتوكول UDP.
نلاحظ أن تقنية انتشار الدودة تتم آليا لمجرد كون الحاسب غير محمي ومتصلا بالإنترنت، والحماية الأساسية منها هي في:
1- ترقية نظام التشغيل إلى Windows XP SP1 أو ما بعدها لسد الثغرة الأمنية
2- استخدام جدار ناري وإغلاق المنفذ 135 على البروتوكول TCP من الجدار الناري، لإن ويندوز لا يستطيع إيقاف خدمة DCOM RPC.
في الفترة الماضية، عندما كانت الجمعية تقدم خدمة Real IP، ولم تكن Microsoft قد أصدرت إصدار الخدمة الأول SP1 لنظام Windows XP، كانت كل حواسب مستخدمي الإنترنت السورية المشتركين بخدمة Real IP مفتوحة أمام هذه الدودة، لأن سياسة أمن الإنترنت لدى الجمعية المعلوماتية كانت تمنع أي اتصال مع الخارج من سورية، ولكنها تسمح لكل من خارج سورية أن يسرح ويمرح في الشبكة السورية. ولذلك شاع في تلك الفترة استخدام جدران النار المحلية، وأثبتت فعالية كبيرة في وجه الدودة، لأنها تصدها قبل أن تتمكن من النفاذ.
أعتقد أن مزود الخدمة لا يستطيع فعليا حماية المستخدمين داخل شبكته من مستخدمين آخرين على نفس الشبكة، ربما يحاول مزود الخدمة تقديم أفضل حماية، ولكن الحماية الكاملة غير ممكنة فعليا. أعتقد أيضا أن مزود الخدمة ليس مسؤولا إذا كان بعض مستخدمي الشبكة قد قرروا استخدام نظام تشغيل قديم، ومزود بثغرات أمنية مبيتة قصدا أو عفوا، ولا يحمون نفسهم بجدار نار. فكل مستخدم على الإنترنت مسؤول عن حماية نفسه قدر الإمكان، ولذلك فأنا لا أوافق الأستاذ يعرب كاشور على تحميل مسؤولية إصابة بعض الأجهزة بهذه الدودة لمزود الخدمة، بل أضم صوتي لصوت طاقم الدعم التقني في الجمعية المعلوماتية، فالمسؤولية أولا وأخيرا تقع على مسؤول الأمن لهذه الأجهزة، وهو الشخص المسؤول عن تعيير جدار النار، وترقية نظم التشغيل لسد كل الثغرات الأمنية. وعندما يقوم مسؤول الأمن هذا بمهمته كما يجب، بدلا من دفن رأسه في الرمال وتحميل المسؤولية لغيره، لن تستطيع دودة Blaster الانتشار على حواسبه حتى لو حاول مزود الخدمة عمدا أن ينشرها.
في نهاية مقالته يطرح الأستاذ يعرب كاشور مجموعة من الأسئلة العامة، وأهمها سؤاله لمزودي الخدمة عن الاحتياطات الأمنية التي يتخذونها، وهو سؤال مشروع أضم صوتي إلى صوته في طرحه، ولكنني أخالفه الرأي في تحميل المسؤولية للجمعية المعلوماتية عن انتشار هذه الدودة، وأعتقد أن ذنب من يصاب بها هو أنه لم يستخدم نظام تشغيل آمن، ولم يحم نفسه بجدار نار، وإذا كان القانون لا يحمي المغفلين، فهل مسؤولية الجمعية المعلوماتية أن تحميهم؟
مزودو الخدمة في سورية ليسوا مسؤولين عن هذه المشكلة البسيطة، ولكنهم مسؤولون عن الكثير من المشاكل التي تترك تأثيرا كبيرا جدا على مجتمعنا، وإذ أحاول هنا أن أكون موضوعيا ومنصفا، أرجو أن يحاولوا هم أيضا أن يكونوا موضوعيين، ويعتبروا أن المواطن السوري إنسان كامل الحقوق والأهلية، ويستطيع استخدام الإنترنت مثل أي مواطن في موزامبيق أو توغو أو سيراليون.
لمزيد من المعلومات عن هذه الدودة يمكن قراءة نشرة شركة مايكروسوفت عنها
http://www.microsoft.com/security/encyclopedia/details.aspx?name=Win32%…
ولحماية حواسبكم من هذه الدودة والكثير من المشاكل الأمنية الأخرى عليكم ترقية إصدار ويندوز إلى Windows XP SP2 وتزويده بكل التحديثات الجديدة من Windows Update.
كلمة أخيرة: استخدام مضاد الفيروسات لن يحميكم من هذه الدودة، ولا من الكثير من الاخطار، لا بد من استخدام جدار نار، وتعييره بشكل مناسب لاحتياجاتكم.
التعليقات
Re: إذا كان القانون لا يحمي المغفلين، فهل تحميهم الجمعية الم
Re: إذا كان القانون لا يحمي المغفلين، فهل تحميهم الجمعية الم
Re: إذا كان القانون لا يحمي المغفلين، فهل تحميهم الجمعية الم
إضافة تعليق جديد