خلال اليومين السابقين، تعرضت لهجمة فيروسية شرسة كان من نتائجها أن نقلت جميع ملفاتي التي أعمل عليها والتي هي حصيلة جهد عام وأكثر إلى جهاز هارد ديسك نقال (Mobile hard disk) ومن ثم قمت بتهيئة السواقة الصلبة لجهازي وإعادة تثبيت نسخة جديدة من نظام التشغيل.
بعد ذلك بدأت بتجهيز البيانات الموجودة على الهارد النقال لأرشفتها وعمل نسخة احتياطية لنائبات الزمن. لكن المصيبة أو النائبة الكبيرة كانت أسرع وبدأت السواقة الجديدة بالتعليق والتعليك ومن ثم اختفت وبدأت أنا بتذكر أفلام (ستيف أوستين) صاحب الساعة العجيبة التي تجعله يختفي بكبسة زر واحدة تماماً كما حصل مع سواقتي الموصولة إلى مأخذ USB2، أقسرت الجهاز على الإغلاق وأعدت تشغيله من جديد دون فائدة، واختفت مع السواقة كمية من البيانات تربو على ثمانٍ من الجيجا بايت أو تزيد، على فكرة هناك خطأ شائع بأن كلمة جيجا لا جمع لها وهو خطأ كما ذكرت شائع جداً فكلمة جيجا تجمع جمعاً مونثاً سالماً فتصبح جيجات.

 

المهم لم يسعفني إرثي القديم في التعامل مع حالات فقد المعلومات، ولا ثقتي بصديقي صاحب المحل الذي باعني السواقة، ولا الاسم العريق للشركة الني صنعت السواقة (توشيبا). وما كان مني إلا أن أعدت السواقة إلى الشركة الأم حيث وعدوني هناك بعمل ما بالإمكان حفظاً لماء الوجه، وليس كرمى لعيون جيجاتي المفقودة.

لو أكلها ذئب (جيجاتي)، لقلت أن التقصير مني لأني لم أحرسها جيداً
لو دهستها سيارة لقلت أني تركت باب الخم مفتوحا
لو أصابها وباء أنف الونزا لقلت قضاء وقدر

إن كفالة أي جهاز تخزين تنحصر في استبداله بآخر جديد فيما لو تعطل خلال فترة الكفالة، بغض النظر عن الجيجات الموجودة أو أهميتها هل هي فقيسة أم بلدي، بياض أم صياح لا يهم. إن الشركات التي تبتكر هذه التكنولوجيا من الغباء بمكان أن لا تدرك أن المظروف (على رأي أحدهم) أهم من الظرف وليس العكس. هم يعوضونك عن الظرف أما المظروف فلا يدخل ضمن اعتباراتهم يعني تخيلوا أن إحدى شركات السيارات صنعت سيارة ما وطرحتها بالسوق وتعرض أحدهم لحادث نتيجة خلل بالسيارة أدى إلى وفاة سبعون شخصأ بعد ذلك تأتي الشركة لتقول يا جماعة نقدم لكم شديد الأسف وسنعوضكم عما حدث بسيارة أخرى من نفس النوع والموديل أما الوفيات (وهم في حالتي هذه جيجاتي الثمينات السمينات) فقضاء الله وقدره. لو حدث هذا لكانت سابقة في المسخرة. تتدخل في قائمة القمم التي كنا نبتكرها أيام المراهقة.

ختاماً إني أدعو جميع العاملين في حقل المعلوماتية وتخزين البيانات من شركات وأفراد إلى وضع ضوابط أو هيئة أو شهادة لاعتماد أجهزة التخزين المطروحة بالأسواق على أن تكون هذه الضوابط من الصرامة بأن تحمي جميع جيجات الحارة لأهمية الجيجات وليس لخطر الذئاب، فقد غدا الحديث عن التجربة فقط نوعاً من الهزل: جرب هذا النوع كويس، أو لقد مضى علي ثلاثة أشهر وأنا أستخدم كذا بدون أية مشاكل.... الخ.

التعزية ثلاثة أيام على موقع الأيهم صالح للرجال والنساء