كان يا ما كان في مستقبل الزمان و في عام ألفين وبضع عشرة للميلاد وبعد التلاعب الكبير لرجال الأعمال بأحوال التوازن البيئي لعناصر الأرض, وبعد رجحان كفة مصالحهم على مصلحة الجميع فقد حدث الطوفان الثاني في تاريخ البشرية بذوبان الثلوج كلها وبلوغ السيل الزّبا - بعد ذلك كله - تبين أن الذين يعرفون حجم المشكلة الحقيقية وتبعاتها هم رجال الأعمال وحدهم لأنهم كانوا يشترون تقارير صحة الأرض والمناخ ويقفلون عليها في خزاناتهم بعد اغتيال العلماء الباعة. و باشروا سلفاً ببناء سفينة النجاة الثانية التي تتسع لهم و لذويهم ولزوجين اثنين من أنواع حيواناتهم المدللة ولبعض الخدم الذين تم استحضارهم مما كان يعرف سابقاً بدول الغرب الصناعي الحر. و أصبح العالم كله مختصراً بقارة صغيرة هي نفسها دولة تشكل مدينة وحيدة في العالم تدعى جزيرة إيفيريست!
وكانت هذه الجزيرة صورة شبه حقيقية عن الجنة, حيث الطرقات والأبنية والسيارات كلها مصنوعة من الذهب وسبائكه مرصعة بالماس, صنابير مياه نقية وصنابير عسل وصنابير خمر معتق لا ينضب.
كانت أصول عدد كبير من رجال الأعمال تنحدر من (دول العالم الثالث سابقاً) الأكثر فساداً, إلا أن الجميع استطاعوا التوحد و إقامة دولة إيفيريست التي تؤمن استمرارهم وتحميهم من الدول الأخرى التي مافتئت تطالب بتعويض الخسارة.
نعم دول أخرى! لقد تحولت كل دولة إلى سفينة عائمة للناجين منها تشبه سفن القراصنة الصومالية. سفن تتحالف أو تتحارب وأخرى تشكل توازنات دقيقة و... الخ. وشاءت الصدف أن سفينة واحدة حملت كل الذين اجتمعوا في كوبنهاغن لمناقشة وضع المناخ.
كانت الحكومة الإيفيريستية تمنع أي سفينة من الاقتراب إلى مياهها الإقليمية التي تبلغ دائرة بألف ميل حول الجزيرة, لذلك كان من لا يملك أجهزة ملاحة جيدة قد يعرض نفسه للهلاك بشعاع ليزر نووي يعمل بشكل أوتوماتيكي.
أصبح هنالك عالمين لا ثالث لهما: عالم أول في إيفيريست على اليابسة, وعالم ثان جوال عبر البحار بقيادة شبه مباشرة من سفينة ضخمة تدعى سفينة العم سام!
وتحققت الوحدة العربية ظاهرياً غصباً عن العربان على ظهر ناقلة صفراء عملاقة ممتلئة بالنفط والناس. ورغم أن كل السفن الأخرى كانت تتزود بالوقود من هذه الناقلة ورغم أن سعر برميل النفط وقتها كان مائة سمكة إلا أنهم لم يكفوا يوماً عن قتال وممارسة العنصرية ضد بعضهم بعضاً على ظهر الناقلة! كان محرك الناقلة معطلاً و لم يكن بين الناجين ميكانيكي واحد! كما ولم يكن لها قبطان قط. ولكن معضلة لباس المرأة كانت مشكلة عويصة لم تحل بعد. في كل شهر تقريباً كانت تحدث صراعات مريرة غالباً ما كانت تؤدي لتغيير العصابة التي تحرس وتتحكم وتقبض عائدات صنبور النفط وتتصرف بها أكلاً ورشوة وابتزازاً وسلطة على الباقين.
كانت السفن الباقية تبحر إما بحثاً عن صيد الأسماك لأكلها و شراء النفط فيها أو هرباً من العواصف العاتية.
كان في كل سفينة مجموعة متمردة متعالية متعجرفة ضعيفة التأقلم مع الباقين و تعتبر نفسها فوق الجميع! واحتارت هيئة المراكب المتحدة بكيفية التخلص من هذه الفئة المنتشرة بين السفن. إلى أن اجتمعت سفينتي العم سام والجدة تاتشر واستعانتا بكتب التاريخ, قررتا جمع كل متمردي سفن العالم ووضعهم في سفينة قومية واحدة ولو اقتضى الأمر جعل ركاب المركب الأصليين طعاماً للقرش.
وعندما وجدوا ضالتهم بناقلة نفط صفراء تعج بالقبائل دون قبطان وبمحرك معطل تحقق سيطرتهم على مصادر الوقود, كنت أنا أنتظر بفارغ الصبر سمكة تعلق بصنارتي, دفعتني يد إلى البحر... فانتهت الحكاية و أنا في بطون الأسماك.
وكانت هذه الجزيرة صورة شبه حقيقية عن الجنة, حيث الطرقات والأبنية والسيارات كلها مصنوعة من الذهب وسبائكه مرصعة بالماس, صنابير مياه نقية وصنابير عسل وصنابير خمر معتق لا ينضب.
كانت أصول عدد كبير من رجال الأعمال تنحدر من (دول العالم الثالث سابقاً) الأكثر فساداً, إلا أن الجميع استطاعوا التوحد و إقامة دولة إيفيريست التي تؤمن استمرارهم وتحميهم من الدول الأخرى التي مافتئت تطالب بتعويض الخسارة.
نعم دول أخرى! لقد تحولت كل دولة إلى سفينة عائمة للناجين منها تشبه سفن القراصنة الصومالية. سفن تتحالف أو تتحارب وأخرى تشكل توازنات دقيقة و... الخ. وشاءت الصدف أن سفينة واحدة حملت كل الذين اجتمعوا في كوبنهاغن لمناقشة وضع المناخ.
كانت الحكومة الإيفيريستية تمنع أي سفينة من الاقتراب إلى مياهها الإقليمية التي تبلغ دائرة بألف ميل حول الجزيرة, لذلك كان من لا يملك أجهزة ملاحة جيدة قد يعرض نفسه للهلاك بشعاع ليزر نووي يعمل بشكل أوتوماتيكي.
أصبح هنالك عالمين لا ثالث لهما: عالم أول في إيفيريست على اليابسة, وعالم ثان جوال عبر البحار بقيادة شبه مباشرة من سفينة ضخمة تدعى سفينة العم سام!
وتحققت الوحدة العربية ظاهرياً غصباً عن العربان على ظهر ناقلة صفراء عملاقة ممتلئة بالنفط والناس. ورغم أن كل السفن الأخرى كانت تتزود بالوقود من هذه الناقلة ورغم أن سعر برميل النفط وقتها كان مائة سمكة إلا أنهم لم يكفوا يوماً عن قتال وممارسة العنصرية ضد بعضهم بعضاً على ظهر الناقلة! كان محرك الناقلة معطلاً و لم يكن بين الناجين ميكانيكي واحد! كما ولم يكن لها قبطان قط. ولكن معضلة لباس المرأة كانت مشكلة عويصة لم تحل بعد. في كل شهر تقريباً كانت تحدث صراعات مريرة غالباً ما كانت تؤدي لتغيير العصابة التي تحرس وتتحكم وتقبض عائدات صنبور النفط وتتصرف بها أكلاً ورشوة وابتزازاً وسلطة على الباقين.
كانت السفن الباقية تبحر إما بحثاً عن صيد الأسماك لأكلها و شراء النفط فيها أو هرباً من العواصف العاتية.
كان في كل سفينة مجموعة متمردة متعالية متعجرفة ضعيفة التأقلم مع الباقين و تعتبر نفسها فوق الجميع! واحتارت هيئة المراكب المتحدة بكيفية التخلص من هذه الفئة المنتشرة بين السفن. إلى أن اجتمعت سفينتي العم سام والجدة تاتشر واستعانتا بكتب التاريخ, قررتا جمع كل متمردي سفن العالم ووضعهم في سفينة قومية واحدة ولو اقتضى الأمر جعل ركاب المركب الأصليين طعاماً للقرش.
وعندما وجدوا ضالتهم بناقلة نفط صفراء تعج بالقبائل دون قبطان وبمحرك معطل تحقق سيطرتهم على مصادر الوقود, كنت أنا أنتظر بفارغ الصبر سمكة تعلق بصنارتي, دفعتني يد إلى البحر... فانتهت الحكاية و أنا في بطون الأسماك.
إضافة تعليق جديد