أنا أشد معارضة للدولة السوريّة، بشكلها الحالي، من أية منظومة معارضة أخرى: لكني مع الوطن حتى النهاية. لست ضد أحد في الدولة السوريّة، لكني ضدّ منظومة فساد استشرى وأصوليّة إسلاميّة تأكل الأخضر واليابس وتشيع روح الطائفيّة البغيضة في أرجاء وطن الحضارة الأقدم؛ ضدّ حزب فيه من الحزبيين الانتهازيين أضعاف لا حصر لها مما فيه مما يمكن أن نسميه بعثيين؛ ضد احتكار العروبيين لهوية الوطن، ضد إمساك الشعوبيين المستوردين من بلاد الكرد والأفغان وإيران والشيشان [هذه الأخيرة هامّة جدّاً لوجود شيشاني متطرّف الآن في منصب هام للغاية] برقبة الوطن لغايات لا علاقة لها بمستقبل بلد الكلمة! مع ذلك، فالدولة، بشكلها الحالي القابل للتطوّر على الأقل، أفضل بما لا يقارن من معارضتنا الحكيمة. الدولة لا تستطيع لظروف موضوعيّة أن تسير في درب الأصوليّة الغبي إلى نقطة اللاعودة، في حين أن المعارضة السوريّة الحكيمة بدأت مسيرتها أصلاً من نقطة اللاعودة تلك بقبولها أن تكون لعبة تحرّك بالريموت كونترول من جماعات الإرهاب الديني، خاصّة الأخوان المسلمين. هذا يعني أنه ـ لا سمحت الآلهة ـ إذا أمسك هؤلاء المعارضون بزمام الأمور في سوريّا، فبدل الاعتقال الذي ننتظره كلّ يوم مع كلّ مقالة ندبّجها، سنساق كالأنعام إلى المسلخ الإسلامي الشهير.
http://www.annaqed.com/writers/fayyad/annahar_and_the_darkness_of_alikh…
التعليقات
Re: نبيل فياض: مع الوطن حتى النهاية
Re: نبيل فياض: مع الوطن حتى النهاية
Re: نبيل فياض: مع الوطن حتى النهاية
Re: نبيل فياض: مع الوطن حتى النهاية
إضافة تعليق جديد