أعتذر عن تهذيبي المفرط في التعامل مع الذين أعرفهم ولا أعرفهم . أعتذر عن ابتسامتي المجانية التي كنت أقدمها بعفوية وبراءة هشة سرعان ما تتخدش.
أعتذر عن الانخلاط او الاختلاط بأناس لا تجمعني بهم سوى اللغة والمنطقة الواحدة لأنهم للأسف مجموعة من الأحقاد الطائفية , والفروق العقلية والفكرية التي تمشي على الأرض بهيئة بشر .
- هذا الاعتذار الغريب والبائس صدر عن صديقتي القديمة هلا التي كانت تسكن بجوار بيتنا السابق في حارة العمارة
في مدينة جبلة .
كلام هلا هذا أتى حين سألتها عن احوالها وعن اخبار حارتي
, والذي قد فاجأني كثيرا فقلت : مابك ماذا حصل؟!
أجابتني بأسى : كيف ألا تعرفين وانت ابنة مدينة صغيرة الكل يعرف بعضه فيها ويتناقل الاخبار ؟
الم تعلمي بأن جارنا العم ... صاحب " الميني ماركت " والذي أرسل اولاده الى السعودية للعمل و تأدية فريضة الحج , قد قام باغلاق باب المحل واقفاله من الخارج حين دخلت لولو ذات الخمس سنوات لتشتري السكاكر ؟!
قلت لها باستغراب : وماذا حصل بعدها ؟!
صرخت بوجهي : الذي صار ان ولده عبد الرحمن الذي كان في الداخل قد باع ضميره ومبادئه التي لم تكن موجودة اصلا واشترى طفولة لولو بثمن بخس , بينما كان والده الحاج يحرس الباب خوفا من قدوم احد ولاتمام العملية بهدوء , ولم يرأفا بصراخ لولو ودمها الذي ملأ المحل وتسرب من تحت الباب.
اختفى صوت صديقتي ليحل محله بكاء ونحيب شديد , كانت لولو ابنة اختها , وكنا انا وهي نشتري من هذا المحل ونتعامل مع صاحب هذا المحل على انه اب وشخص قدير كونه كبير بالعمر وكم تبادلنا اطراف الحديث والمزاح معه.
لم اقدر ان اتكلم او انطق باي حرف تركتها مع دموعها وملابسها السوداء واتجهت الى البحر .
شعرت لوهلة بان عقلي سينفجر كفقاعة وقلت لنفسي : اه كم اتنمى ان اختفي من هذا العالم.
تذكرت امي وتذكرت طفولتي , كم كانت امي تخاف علي , كانت تخبىء لي شعري الطويل الاشقر تحت ثيابي , وتلبسني في عز الحر ثيابا فضفاضة باكمام طويلة , تلاحقني اينما ذهبت , وتشبعني وصايا حفظتها غيبا قبل ان اذهب للعب او للمدرسة " لاتكلمي شخصا غريبا ولا تاخذي من اي احد قطعة بسكويت ولا تدخلي ا اي منزل لا تعرفيه ولا تذهبي من دون ان تخبريني "
وحتى عندما كنا نذهب للسباحة مع والدي في مسبح زيتون في جبلة كانت تلبسني بنطلونا وقميصا .
كبرت وانا اغضب من تصرفات امي وملاحقتها ووصاياها ومطاردتها لي , ربما لانني لم اكن اعرف السبب سوى كلام سمعته منها عندما انبتها صديقتها على تصرفها وخوفها الزائد علي , لكنني لم افهم شيئا
الآن بعد كل مانسمعه ونراه من تشويه للطفولة ومن شذوذ اخلاقي وضميري وديني وسلسلة من الحوادث التي تكررت في هذه المدينة , الآن لقد عرفت السبب
لولو طفلة ولكن كثيرين لا يروها هكذا ولا يفهمون من الطفولة شيء ولا يميزون حين تحكمهم غرائزهم الوحشية الهمجية واحقادهم المتوارثة بين طفلة او امرأة عجوز كهلة .
لقد عرفت الان لما كانت امي وصوتها يرافقاني اينما ذهبت والى الان وصاياها في اذني , لقد كانت تخاف علي من الغربان والذئاب البشرية المنعدمة من الانسانية والرحمة
ان تنقض على براءتي وتشوه احلامي وتكسر نفسيتي وروحي كما حدث مع لولو ولؤلؤات كثيرات غيرها.
لهذا انا اضم صوتي الى صوت صديقتي واعتذر ايضا..
أعتذر عن الانخلاط او الاختلاط بأناس لا تجمعني بهم سوى اللغة والمنطقة الواحدة لأنهم للأسف مجموعة من الأحقاد الطائفية , والفروق العقلية والفكرية التي تمشي على الأرض بهيئة بشر .
- هذا الاعتذار الغريب والبائس صدر عن صديقتي القديمة هلا التي كانت تسكن بجوار بيتنا السابق في حارة العمارة
في مدينة جبلة .
كلام هلا هذا أتى حين سألتها عن احوالها وعن اخبار حارتي
, والذي قد فاجأني كثيرا فقلت : مابك ماذا حصل؟!
أجابتني بأسى : كيف ألا تعرفين وانت ابنة مدينة صغيرة الكل يعرف بعضه فيها ويتناقل الاخبار ؟
الم تعلمي بأن جارنا العم ... صاحب " الميني ماركت " والذي أرسل اولاده الى السعودية للعمل و تأدية فريضة الحج , قد قام باغلاق باب المحل واقفاله من الخارج حين دخلت لولو ذات الخمس سنوات لتشتري السكاكر ؟!
قلت لها باستغراب : وماذا حصل بعدها ؟!
صرخت بوجهي : الذي صار ان ولده عبد الرحمن الذي كان في الداخل قد باع ضميره ومبادئه التي لم تكن موجودة اصلا واشترى طفولة لولو بثمن بخس , بينما كان والده الحاج يحرس الباب خوفا من قدوم احد ولاتمام العملية بهدوء , ولم يرأفا بصراخ لولو ودمها الذي ملأ المحل وتسرب من تحت الباب.
اختفى صوت صديقتي ليحل محله بكاء ونحيب شديد , كانت لولو ابنة اختها , وكنا انا وهي نشتري من هذا المحل ونتعامل مع صاحب هذا المحل على انه اب وشخص قدير كونه كبير بالعمر وكم تبادلنا اطراف الحديث والمزاح معه.
لم اقدر ان اتكلم او انطق باي حرف تركتها مع دموعها وملابسها السوداء واتجهت الى البحر .
شعرت لوهلة بان عقلي سينفجر كفقاعة وقلت لنفسي : اه كم اتنمى ان اختفي من هذا العالم.
تذكرت امي وتذكرت طفولتي , كم كانت امي تخاف علي , كانت تخبىء لي شعري الطويل الاشقر تحت ثيابي , وتلبسني في عز الحر ثيابا فضفاضة باكمام طويلة , تلاحقني اينما ذهبت , وتشبعني وصايا حفظتها غيبا قبل ان اذهب للعب او للمدرسة " لاتكلمي شخصا غريبا ولا تاخذي من اي احد قطعة بسكويت ولا تدخلي ا اي منزل لا تعرفيه ولا تذهبي من دون ان تخبريني "
وحتى عندما كنا نذهب للسباحة مع والدي في مسبح زيتون في جبلة كانت تلبسني بنطلونا وقميصا .
كبرت وانا اغضب من تصرفات امي وملاحقتها ووصاياها ومطاردتها لي , ربما لانني لم اكن اعرف السبب سوى كلام سمعته منها عندما انبتها صديقتها على تصرفها وخوفها الزائد علي , لكنني لم افهم شيئا
الآن بعد كل مانسمعه ونراه من تشويه للطفولة ومن شذوذ اخلاقي وضميري وديني وسلسلة من الحوادث التي تكررت في هذه المدينة , الآن لقد عرفت السبب
لولو طفلة ولكن كثيرين لا يروها هكذا ولا يفهمون من الطفولة شيء ولا يميزون حين تحكمهم غرائزهم الوحشية الهمجية واحقادهم المتوارثة بين طفلة او امرأة عجوز كهلة .
لقد عرفت الان لما كانت امي وصوتها يرافقاني اينما ذهبت والى الان وصاياها في اذني , لقد كانت تخاف علي من الغربان والذئاب البشرية المنعدمة من الانسانية والرحمة
ان تنقض على براءتي وتشوه احلامي وتكسر نفسيتي وروحي كما حدث مع لولو ولؤلؤات كثيرات غيرها.
لهذا انا اضم صوتي الى صوت صديقتي واعتذر ايضا..
المنتديات
التعليقات
Re: و انا أعتذر....
Re: و انا أعتذر....
Re: و انا أعتذر....
Re: و انا أعتذر....
Re: و انا أعتذر....
Re: و انا أعتذر....
إضافة تعليق جديد