مقدمة:
سبب الانفجار المعرفي الذي بدء منذ عام 1990 إلى توفر كم هائل من المعلومات وبطريقة غير ممنهجة والتي تدعى "بفوضى المعرفة " ، وقد ساهم هذا العامل إضافة إلى ارتفاع درجة التواصل بين سكان العالم نتيجة توفر ورخص وسائل الاتصال وخاصة في السنوات الأخيرة إلى ظهور مشكلة اجتماعية جديدة وخاصة في البلدان الأقل تطورا وهي سهولة تحول الأفكار والحجج والمغالطات إلى فعل على الأرض دون دراية كافية بماهية هذه الأفكار وخاصة بين الأفراد الذي بدئوا يجدون أنفسهم في انقياد أو صراع مباشر مع هذه الأفكار وجها لوجه، إضافة إلى انتشار هذه المغالطات على مستوى الحوار اليومي داخل الأسرة وضمن فئات المجتمع.
لذلك سأقوم من خلال هذه السلسة بالتطرق إلى مفهوم منطق الحوار والمغالطات التي يتم استخدامها لدعم الحجج وتمرير الأفكار والتأثير على الأفراد، طبعا أقصد هنا المواضيع الاجتماعية والسياسية وليست العلمية البحتة حيث ان الحوار في المواضيع العلمية أسهل بكثير نتيجة أن الحجج المستخدمة ملموسة ولا يوجد هوى شخصي للمحاور ولو أنها تصبح صعبة عندما يدخل المعتقد فتصبح أقرب للنقاشات الاجتماعية.
هدف الحوار:
تهدف عملية الحوار بين طرفين إلى الوصول إلى نتيجة تخدم أحد الطرفين، وعادة من يكسب هذه النتيجة هو الشخص الذي يتسلح بحجج أقوى ويستطيع ضحد حجج الطرف الآخر، وهذا ما يدعى بمبدأ نزع الحجج من المحاور، طبعا هنا لن أتطرق إلى العوامل النفسية التي تؤثر على الأطراف المتحاورة وإنما إلى آلية الحوار المنطقي والحجج المستخدمة.
الطرف الخاسر هو الطرف الذي لا يستطيع اكتشاف المغالطات التي يستخدمها الطرف الآخر، او يكتشفها لكنه لا يستطيع ضحدها بالطريقة المناسبة.
من هو الحكم:
دائما في عمليات الحوار هناك طرف ثالث وهو الجمهور (أو الحَكم) وهو من يقرر الفائز وليس أحد الطرفين، فقد يدخل طرفين في حوار ويعتقد أحدهما أن ضحد حجج الطرف الآخر لكن الجمهور لا يجد ذلك نتيجة أنه لم يستطيع التأثير على الجمهور أي أن دفاعه لم يستوعبه الجمهور.
الطريقة المثلى لكشف وتفنيد المغالطات:
أحيانا قد يتفهم الحَكم المغالطة التي أظهرتها خلال الحوار لكنه لا يدرك أهميتها لذلك يجب عليك أن تقوم بالخطوات التالية للفت انتباه الحكم:
• ذكر اسم المغالطة التي ارتكبها المحاور باللغة الإنكليزية واللاتينية إن أمكن والتركيز على ذكر أنها مغالطة منطقية "logical fallacy"، وذلك لإقناع الجميع أن هذا ليس مجرد مغالطة عفوية يقوم بها المحاور، وليست مجرد وجهة نظر معارضة.
• إيضاح ما هي هذه المغالطة، ويجب أن تتحدث بثقة وتعلم الحكم بأن ما تقوله هو للتذكير لأنه يعرف مسبقا هذه المغالطة.
• إعطاء مثال عن المغالطة، ويجب ألا يثير هذه المثال غضب المحاور.
• الإشارة إلى ضرورة إلغاء حجة المحاور التي استند فيها على هذه المغالطة، أي شطبها من جلسة الحوار.
يتبع...
معلومات إضافية
المنتديات
إضافة تعليق جديد