يدخل سراديب البوح ِ مختبئاً بوقاره , متخفّيا ًوراء بضع ِ شعيرات ٍ بيضاءَ باغتته قبل أن يحزم َ حقائب َ الربيع . تتعالى اعترافاته ُ وتضجّ ُ احتفالاته الصوفية ُ على الورق , فيتردد ُ صدى قصيدتُهُ حارا ً حرارة َ استلابه ِ ... , متناثرا ً يعانق ُ آذان َ الجمهور ِ , يخترق ُجدار َ الروح ِ عند كلِّ هذه الوجوه , ِوفي كلِّ وجه ٍ حكاية , وحكايتُها أقدم ُوأشهى من كلِّ الحكايا .
ليست في الصفوف ِالأماميةِ , لكنها أبدا ً أمامَ كلِّ أشيائه ِ, تتهادى بصمت ٍ يزلزله ُ , يتخيّل ُ فيه صمت َكِبَرِ العشق ِ, فكثيراً ما أخبرها : أجمل ُ الكلام ِ ما لم يقال ْ , وكانت تجيبه ُ بصمت ٍ متآمر ٍ: وما لن يقالَ .