أراد الإرهابيون في العراق وباكستان أن ينتقموا من توني بلير، فلم يقتلوه، ولم يقتلوا أحداً من وزرائه أو سفرائه أو جنوده في العراق، ولكنهم – وبكل جبن وسفالة - حققوا انتقامهم وثأرهم منه بأن قتلوا بالأمس 38 بريئاً، وجرحوا أكثر من 700 من المدنيين. وهم فعلوا كذلك في 11 سبتمبر 2001 عندما قتلوا ثلاثة آلاف ضحية من أكثر من 50 جنسية في برجي التجارة العالمية في نيويورك كما قتلوا ركاب الطائرات الأبرياء انتقاماً أعمى ومجنوناً من الإدارة الأمريكية.
أراد الإرهابيون المخبولون أن يقيموا الخلافة الإسلامية في بريطانيا، كما قال عمر البكري زعيم (جماعة المهاجرين) والسبيل إلى ذلك هو رفع العلم الإسلامي فوق قصر بكنجهام. وقد تمَّ له ذلك اليوم في قطارات الأنفاق. ولكن هذا العلم لم يكن علم الخلافة الأخضر، ولكنه كان علم الارهاب الأحمر الملطخ بالدماء، والمغروس فوق جثث ضحايا أبرياء. وهم نفس الضحايا الأبرياء الذي يموتون كل يوم في العراق والسعودية والكويت ومصر والمغرب موتاً مجانياً أحمق لا مبرر له. وبهذه الوسائل يريد الإرهابيون أن يعيدوا الخلافة الإسلامية إلى سابق عهدها، والعرب لم يجنوا من هذه الخلافة على مدار 14 قرناً غير الفساد والاضطهاد والفضائح الأخلاقية ومصادرة الحريات والموت قهراً وظلماً.
لندن اليوم دفعت ثمن الحرية وثمن الديمقراطية الباهظ من دماء أبنائها الأبرياء، وثمن حمايتها لزعماء الإرهاب الذين لم يجدوا مأوى في العالم أكثر أمناً من لندن، ولم يجدوا حضناً في العالم أكثر دفئاً من حضن لندن، مما شجع الإرهابيين وزعماء الإرهابيين على أن يسرحوا ويمرحوا في الساحة اللندنية في حماية القانون الملائكي البريطاني.
اليوم تدفع العدالة البريطانية العريقة والديمقراطية البريطانية العريقة ثمن كل هذا.
وللأسف يذوق البريطانيون اليوم عذاب الإرهاب الذي كانوا به يستضيفون، فلعلهم يستيقضون!
المصدر
التعليقات
Re: د. شاكر النابلسي: أراد الإرهابيون إقامة الخلافة الإسلامي
رغم كل دفاعك عن الاسلام...
إضافة تعليق جديد