بقلم مروى زين نقلا عن مرآة سورية
http://www.syriamirror.net/modules/news/article.php?storyid=3417
عذراء أم لا؟
يكاد يعتبره البعض مشهد يومي فى حياتنا العادية .. أن نرى الظلم و القهر و التخلف فى أغلب بيوتنا العربية و لكنه ليس بالشيء الهين ! و لكني سأروي لكم بعض المشاهد الحياتية و معي الدلائل القوية ..
قد شاهدت العديد من المشاهد التي كان لها عظيم الأثر فى نفسي , أثر سلبي بالتأكيد لأن ذلك المشهد كان عبارة عن ازدحام شديد فى عرس شقيقة صديقتي لحظة انصراف العروسين و بعد نصف ساعة تقريبا أسمع زغاريد كثيرة من أهل العروسين و فى يدهم قماشة بيضاء و عليها بقع دماء تكاد تكون لون القماشة ذاتها !! سألت صديقتي : ما هذا؟ و لماذا فرحين؟؟ لتجاوبني : هكذا تأكدوا أن أختي عذراء و إلا لن يتم هذا الزواج ! لا أستطيع أن اصف لكم ماذا قلت لأني كنت جدا منفعلة و مقهورة داخلي لمشاهدة هذا المشهد العنيف و القاسي و المتخلف فى مدخل عام 2005 فى مصر !! ولكن تخيلوا فقط موقف الفتاة أو العروس و هم يختبروا " شرفها " كما يدعون .. تخيلوا هذه المحاكمة التي أهانت العروس بكل الأشكال و فى النهاية يزغردوا و يرقصوا و يكملوا عرسهم المجيد فى فرح و سرور و هم مطمئنون على شرف العائلة !
ما أرويه لكم واقع مرير و أظن أن جميع البلدان العربية تعانيه و أنا كفتاة عربية جدا حانقة لما أراه يوميا و أكثر حزنا على فتيات هذه البقعة المسماة بالوطن العربي لأنهم رضوا بالمهانة و أعجبتهم ! فقليلات من يدافعن عن حقوقهن ويقفن فى وجه الريح متحديات ظلام الواقع و التخلف الجذري الموجود الى الآن ..
دعوني أكمل لكم ما بجعبتي من حوادث سقيمة .. أسقمها و أكثرها سوء هو انتحار جارة لي بسبب حملها من حبيبها الذي تخلى عنها فى نهاية المطاف , فلم تستطيع أن تواجه عائلتها بمفردها ففضلت أن تواجه ربها .. نعم انتحرت .. من الأفضل أن تقولوا أنها قتلت بيد التخلف و الجهل و الظلام السقيم .. قتلوها بخوفها منهم و رعبها من رد فعلهم , فكان من المحتمل أن يقتلوها بالفعل فقد اختصرت الطريق و رحلت عن دنيانا الدنيا حقا .. لأن ما فعلت تلك الفتاة هو أنها أحبت شابا بكامل جوراحها .
أكاد أجن و أنا أروي لكم هذه المشاهد , ليس لأني أراها بعين عقلي و قلبي معا و لكن لأنني أرويها و أنا أعتصر حزنا على فتيات فى مثل عمري يواجهن الموت ولا يواجهن الواقع .. يفضلون الموت عن مواجهة العائلة أو المجتمع , أقصد أن الحياة بأكملها قد هانت على العديد من الفتيات فى و طنا لأننا نهينها و نذلها بكل الأشكال و بكل الطرق ..
سؤالي الطبيعي هو : أكل ما يهم فى هذه الحياة هو غشاء البكارة؟؟ أهذا هو الشرف؟؟ أهذا هو مجمل الإنسانية الذي إذا لم نجده نكاد نذبح من لا تملكه؟؟ ألهذا نتزوج؟؟ لنكون الفرسان المغوارة التى تخترقه؟؟ فعلا سخافة الأقدار أن نتحدث بأحط الكلمات لكي نصف ما يحدث , هذا هو النفاق الكامل .. الظلم .. السقم أن نختزل هذه الكلمة الراقية " الشرف " فى غشاء تولد بعض النساء بدونه و تفقده بعضهن فى ممارسة الرياضة أو فى الحركة العادية !! أهذا هو العدل أن نقاضي فقط الفتاة التى أحبت لأن هناك دليل مادي يثبت ذلك و لا نستطيع أن نلقي كلمة لوم بوجه أي رجل أو شاب قام بالعديد من العلاقات لأنه لا يوجد ذلك الدليل المادي .. و تقبل الفتاة هذه المحكمة المعلنة فى عرسها و يقبلها زوجها رغم انه فى أغلب الأحيان لا تكون زوجته هي أول علاقة له !! ولا أخرها !
أي ظلم هذا و أي ذل تحيا فيه الفتاة منذ ولادتها و حتى مماتها .. فهي قدرها أن تخلق فتاة فتكون تلك الهبة التى هباها الله بها هي اللعنة التي تطاردها فى حياتها الشقية ..
أتدرون لماذا يعد هذا ظلم و نفاق , لأنه أصبح من السهل أن نعيد هذا الغشاء بعملية بسيطة للغاية و ننافق بعضنا البعض بقوة عجيبة فلدينا الأدلة المادية .. لنجد أننا نتعامل مع بعضنا البعض بنفاق و كذب و غش واضح و كلنا صامتون و راضون , فلا يوجد من بيننا تلك الفتاة التي لا تخجل من علاقة حب أقامتها قبل الزواج و لا ذلك الرجل الذي لا يهتم بغشاء لا قيمة له ولا وظيفة إلا الوظيفة التي خلقه الله بها .. و طالما يجد الرجل فى هذا الغشاء الشرف و طالما تقبل هي هذه المهزلة العنيفة فهنيئا لهم حياة تعيسة و سقيمة ..
رحم الله الشاعر العظيم نزار قباني فقد ذكر ما أقوله حين قال
( سنظل دول العالم الثالث دمنا ننظر للمرأة كأنها قطعة لحم و ليس كباقة ورد ) فقد لخص ما أقوله فى مئات السطور بجملتين صغيرتين ..
لطالما شاهدت المؤتمرات و الندوات عن حقوق المرأة و المساواة و ما إلى ذلك من أقاويل لا تتعدي حدود الندوة أو القاعة .. فأنا اليوم أوجه لهم الدعوة لحضور ندوة فى الشارع العربي ليصل صوت الحقيقة للجميع .. ليقولوا ما يقولوه على الملأ !
فى النهاية أود أن أقول أن النساء هم من تقع عليهم الأحكام التعسفية و تطبق عليهم العادات و التقاليد البالية ,
فتيات .. مطلقات .. أرامل هم نساء يعانون و يموتون قهرا و هم من يذرفون دما بدلا من الدموع دفاعا عن شرفهم و هو صدقهم و إخلاصهم و عطائهم و ليس غشاء .. هم من يدفعون ثمن التخلف وحدهم و فى النهاية يتخلصن من حياتهن بحثا عن عدالة فى الآخرة فالدنيا لا تسع الصادقين لأن ما بها من منافقين يكفيها .. بحثا عن تراب قد يشعروا بأحضانه الأمان .. بحثا عن إله قد يذرف دمعة حزنا على مرأة خلقها لتقهر فى أرضه .
مروى زين
طالبة سودانية – القاهرة
http://www.syriamirror.net/modules/news/article.php?storyid=3417
عذراء أم لا؟
يكاد يعتبره البعض مشهد يومي فى حياتنا العادية .. أن نرى الظلم و القهر و التخلف فى أغلب بيوتنا العربية و لكنه ليس بالشيء الهين ! و لكني سأروي لكم بعض المشاهد الحياتية و معي الدلائل القوية ..
قد شاهدت العديد من المشاهد التي كان لها عظيم الأثر فى نفسي , أثر سلبي بالتأكيد لأن ذلك المشهد كان عبارة عن ازدحام شديد فى عرس شقيقة صديقتي لحظة انصراف العروسين و بعد نصف ساعة تقريبا أسمع زغاريد كثيرة من أهل العروسين و فى يدهم قماشة بيضاء و عليها بقع دماء تكاد تكون لون القماشة ذاتها !! سألت صديقتي : ما هذا؟ و لماذا فرحين؟؟ لتجاوبني : هكذا تأكدوا أن أختي عذراء و إلا لن يتم هذا الزواج ! لا أستطيع أن اصف لكم ماذا قلت لأني كنت جدا منفعلة و مقهورة داخلي لمشاهدة هذا المشهد العنيف و القاسي و المتخلف فى مدخل عام 2005 فى مصر !! ولكن تخيلوا فقط موقف الفتاة أو العروس و هم يختبروا " شرفها " كما يدعون .. تخيلوا هذه المحاكمة التي أهانت العروس بكل الأشكال و فى النهاية يزغردوا و يرقصوا و يكملوا عرسهم المجيد فى فرح و سرور و هم مطمئنون على شرف العائلة !
ما أرويه لكم واقع مرير و أظن أن جميع البلدان العربية تعانيه و أنا كفتاة عربية جدا حانقة لما أراه يوميا و أكثر حزنا على فتيات هذه البقعة المسماة بالوطن العربي لأنهم رضوا بالمهانة و أعجبتهم ! فقليلات من يدافعن عن حقوقهن ويقفن فى وجه الريح متحديات ظلام الواقع و التخلف الجذري الموجود الى الآن ..
دعوني أكمل لكم ما بجعبتي من حوادث سقيمة .. أسقمها و أكثرها سوء هو انتحار جارة لي بسبب حملها من حبيبها الذي تخلى عنها فى نهاية المطاف , فلم تستطيع أن تواجه عائلتها بمفردها ففضلت أن تواجه ربها .. نعم انتحرت .. من الأفضل أن تقولوا أنها قتلت بيد التخلف و الجهل و الظلام السقيم .. قتلوها بخوفها منهم و رعبها من رد فعلهم , فكان من المحتمل أن يقتلوها بالفعل فقد اختصرت الطريق و رحلت عن دنيانا الدنيا حقا .. لأن ما فعلت تلك الفتاة هو أنها أحبت شابا بكامل جوراحها .
المأساة الأخيرة التى أود الحديث عنها .. هي مأساة المرآة المطلقة أو الأرملة , فالمطلقات يشكلن نسبة ليست بقليلة من نساء الوطن العربي و خصوصا مصر التى أتحدث منها .. فهذه المرأة لا يعرض عليها الزواج للمرة الثانية إلا نادرا , فالرجال لا يحبون إلا الفتاة العذراء ما عدا ذلك فلا زواج .. لذا لا نتعجب إذن من مشهد فى التليفزيون أو السينما فنجد رجل عجوز يتزوج من فتاة الثامنة عشر ! لأن هذا واقع محرج حقا ..
أكاد أجن و أنا أروي لكم هذه المشاهد , ليس لأني أراها بعين عقلي و قلبي معا و لكن لأنني أرويها و أنا أعتصر حزنا على فتيات فى مثل عمري يواجهن الموت ولا يواجهن الواقع .. يفضلون الموت عن مواجهة العائلة أو المجتمع , أقصد أن الحياة بأكملها قد هانت على العديد من الفتيات فى و طنا لأننا نهينها و نذلها بكل الأشكال و بكل الطرق ..
سؤالي الطبيعي هو : أكل ما يهم فى هذه الحياة هو غشاء البكارة؟؟ أهذا هو الشرف؟؟ أهذا هو مجمل الإنسانية الذي إذا لم نجده نكاد نذبح من لا تملكه؟؟ ألهذا نتزوج؟؟ لنكون الفرسان المغوارة التى تخترقه؟؟ فعلا سخافة الأقدار أن نتحدث بأحط الكلمات لكي نصف ما يحدث , هذا هو النفاق الكامل .. الظلم .. السقم أن نختزل هذه الكلمة الراقية " الشرف " فى غشاء تولد بعض النساء بدونه و تفقده بعضهن فى ممارسة الرياضة أو فى الحركة العادية !! أهذا هو العدل أن نقاضي فقط الفتاة التى أحبت لأن هناك دليل مادي يثبت ذلك و لا نستطيع أن نلقي كلمة لوم بوجه أي رجل أو شاب قام بالعديد من العلاقات لأنه لا يوجد ذلك الدليل المادي .. و تقبل الفتاة هذه المحكمة المعلنة فى عرسها و يقبلها زوجها رغم انه فى أغلب الأحيان لا تكون زوجته هي أول علاقة له !! ولا أخرها !
أي ظلم هذا و أي ذل تحيا فيه الفتاة منذ ولادتها و حتى مماتها .. فهي قدرها أن تخلق فتاة فتكون تلك الهبة التى هباها الله بها هي اللعنة التي تطاردها فى حياتها الشقية ..
أتدرون لماذا يعد هذا ظلم و نفاق , لأنه أصبح من السهل أن نعيد هذا الغشاء بعملية بسيطة للغاية و ننافق بعضنا البعض بقوة عجيبة فلدينا الأدلة المادية .. لنجد أننا نتعامل مع بعضنا البعض بنفاق و كذب و غش واضح و كلنا صامتون و راضون , فلا يوجد من بيننا تلك الفتاة التي لا تخجل من علاقة حب أقامتها قبل الزواج و لا ذلك الرجل الذي لا يهتم بغشاء لا قيمة له ولا وظيفة إلا الوظيفة التي خلقه الله بها .. و طالما يجد الرجل فى هذا الغشاء الشرف و طالما تقبل هي هذه المهزلة العنيفة فهنيئا لهم حياة تعيسة و سقيمة ..
رحم الله الشاعر العظيم نزار قباني فقد ذكر ما أقوله حين قال
( سنظل دول العالم الثالث دمنا ننظر للمرأة كأنها قطعة لحم و ليس كباقة ورد ) فقد لخص ما أقوله فى مئات السطور بجملتين صغيرتين ..
لطالما شاهدت المؤتمرات و الندوات عن حقوق المرأة و المساواة و ما إلى ذلك من أقاويل لا تتعدي حدود الندوة أو القاعة .. فأنا اليوم أوجه لهم الدعوة لحضور ندوة فى الشارع العربي ليصل صوت الحقيقة للجميع .. ليقولوا ما يقولوه على الملأ !
فى النهاية أود أن أقول أن النساء هم من تقع عليهم الأحكام التعسفية و تطبق عليهم العادات و التقاليد البالية ,
فتيات .. مطلقات .. أرامل هم نساء يعانون و يموتون قهرا و هم من يذرفون دما بدلا من الدموع دفاعا عن شرفهم و هو صدقهم و إخلاصهم و عطائهم و ليس غشاء .. هم من يدفعون ثمن التخلف وحدهم و فى النهاية يتخلصن من حياتهن بحثا عن عدالة فى الآخرة فالدنيا لا تسع الصادقين لأن ما بها من منافقين يكفيها .. بحثا عن تراب قد يشعروا بأحضانه الأمان .. بحثا عن إله قد يذرف دمعة حزنا على مرأة خلقها لتقهر فى أرضه .
مروى زين
طالبة سودانية – القاهرة
التعليقات
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
Re: عذراء أم لا؟
إضافة تعليق جديد