كلمتني جمانة صديقتي من الجمعية السورية للعلاقات العامة، اخبرتني انها مشغولة جدا فالعائلات اللبنانية تتوافد وموظفو الجمعية الذين ارسلوا الى الحدود السورية اللبنانية ينسقون مع الباصات لنقل القادمين من لبنان الى مقر الجمعية في المزة ليستقبلهم الفريق هناك وتنظيم توزيعهم على الاسر السورية.
قلت لها اني مستعدة لأستقبال اسرة صغيرة في بيتي ثم اقترحنا ان اذهب اليها للمساعدة...
كانت الساعة بحدود الثامنة مساء وكان مبنى الجمعية مكتظا بالسوريين واللبنانيين، لم اعرف من اين سـأبدأ او ماذا سأفعل بالضبط, ناس كثر ...فريق الجمعية يتحركن بهمة عالية ...يستقبل اللبنانيين قبل دخولهم الى مبنى الجمعية ...يستقبلون الاتصالات من الاسر السورية المستعدة لأستقبال الضيوف اللبنانيين.
حملت بعض الاوراق التي سجل عليها الاسماء السورية التي ستستقبل الضيوف اللبنانيين ومشيت باتجاه عائلة السيد سمير ...عائلة من اب وام و3 بنات اتون من لبنان بالثياب التي يرتدونها فقط ..قالت لي زوجته:
كانت ترتجف وطلبت حبة بانادول فسمعها الدكتور نزار مدير الجمعية فبادر بظرف من البانادول "الف الحمد لله على سلامتكن .... تفضلي"، كان مع عائلة السيد سمير عائلات اشقائه ووالدتهم واطفال صغار اغلبهم رضع...
تعرفت على فريق الجمعية وعرفت فيما بعد ان اغلب الصبايا متبرعات للمساعدة منهن من اتى منذ الصباح ومنهن من ذهب الى الحدود مع فريق الجمعية الاصلي ...
بدأت اتصفح اوراق السوريين الذين اتصلوا لابداء جاهزيتهم لأستقبال الاسر اللبنانية ...
لم استطع أن اخفي المشاعر التي انتابتني ولم اجد تعبيرا لها سوى دمعتين....مئات العائلات السورية مستعدة لفتح ابواب بيوتها لاستضافة عائلة لبنانية مشردة .... من دمشق وطرطوس وحلب وادلب والجزيرة واللاذقية...من كل ضيعة في سوريا ...منهم من ابدى استعداده لأيواء العائلة اللبنانية مع عائلته ... منهم من فرغ مزرعته وفيلته في الريف من مستأجريها لايواء اللبنانيين .... وعمر العامل الفقير الذي استأجر الطابق الذي تحت طابقه ب 7000 ليرة ليسكن فيها عائلة كبيرة واتى من سقبا الساعة 11 ليلا ليصطحب العائلة معه.
أمس احسست اني امام مشهدين :مشهد مفرط في الالم ومشهد مفرط بالانسانية ....
ليلى اللبنانية تقول : "بس ما معنا تياب ما معنا شي هيك بدنا نتقل عليكن"
وعمر من سقبا يقول لها "ولا يهمكن ابدا نحنا منطلع من بيوتنا ومنتركلكن اياها ... اكلنا اكلكن ولبسنا لبسكن واللي بدكن اياه ... ومشان الله ما تواخذونا نحنا حالتنا موكل هالقد يعني اللي فينا عليه راح نقدمو"
لم يدخل لبناني الى مبنى الجمعية الا ووجد صدرا حنونا يحتضنه
لم يدخل لبناني الى مبنى الجمعية الا واشاد امتنانا بالفريق السوري الذي احتضنه من الحدود الى مبنى الجمعية
دخلت السيدة بارعة مع اطفالها الثلاثة ... اشار ابنها حسن الي قائلا "ماما ليكي الدوموزيل هون مش متل معلمتي؟"
اقتربت منهم وشكرت الله على وصولهم بالسلامة تحدثنا قليلا وعرفت انهم من الكرك بزحلة وانهم تركوا بيتهم منذ 3 ايام ووصلوا الان الى سوريا بدون الاب ...قلت لها انه ان لم يتوافر الان عائلة سورية لاستضافتكم فيسرني جدا ان تكونوا باستضافتي في بيتي الصغير مع صديقتي ابتسام ...شكرتني جدا وعلامات الخجل واضحة عليها
كانت السيدة التي نسق باقي الفريق معها للقدوم لاصطحاب عائلة السيدة بارعة قد اوشكت على الوصول واخبروا السيدة بارعة، احسست ببعض الوشوشة بين افراد اسرتها ثم صاحت مريم الصغيرة ابنتها "خدينا معك انت ... انا بدي روح معك انت.... انا بحبك كتير" ثم سارعت بفتح حقيبتها الصغيرة واخرجت دمية وقدمتها لي .... ضممتها الى صدري وقلت لهم "انتو ضيوفي ... وبس فتوا على بيتي حتصيروا اهلو...اهلا وسهلا فيكن" ... نسقت مع باقي الفريق واتممنا الاوراق الرسمية لاستلام العائلة ومشينا الى بيتي ...
دخلنا وتقاسمنا البيت ...استحموا وتعشينا ...حاولت ان اضع الموسيقا لاخرجهم من اجوائهم الحزينة لكن كل حديث كان يودي الى لبنان والى زحلة والى حزب الله...
لا يمكن ان اروي التفاصيل الصغيرة التي حدثت الليلة الماضية لكن سأكون مقصرة بحق مريم الصغيرة ان لم اخبركم انها اخرجت العابها المفضلة وزينت السرير الذي سننام فيه انا وابتسام بهم تعبيرا عن روعة حبها الطفولي ....
اريد ان اقول شكرا لأيهم الذي زودني بكل الاغراض اللازمة و لابتسام ولجمانة ولكل الفريق في الجمعية السورية للعلاقات العامة وللدكتور نزار ميهوب على الفكرة الرائعة ولكل الاسر السورية التي اظهرت مواقفا غاية في النبل والانسانية ,أقول لكم من يستطع ان يقدم وردة فلا يحرم نفسه من متعة السعادة التي سيراها في عيون متلقيها....
منار وسوف
www.manarwassouf.com
قلت لها اني مستعدة لأستقبال اسرة صغيرة في بيتي ثم اقترحنا ان اذهب اليها للمساعدة...
كانت الساعة بحدود الثامنة مساء وكان مبنى الجمعية مكتظا بالسوريين واللبنانيين، لم اعرف من اين سـأبدأ او ماذا سأفعل بالضبط, ناس كثر ...فريق الجمعية يتحركن بهمة عالية ...يستقبل اللبنانيين قبل دخولهم الى مبنى الجمعية ...يستقبلون الاتصالات من الاسر السورية المستعدة لأستقبال الضيوف اللبنانيين.
حملت بعض الاوراق التي سجل عليها الاسماء السورية التي ستستقبل الضيوف اللبنانيين ومشيت باتجاه عائلة السيد سمير ...عائلة من اب وام و3 بنات اتون من لبنان بالثياب التي يرتدونها فقط ..قالت لي زوجته:
طلعنا من البيت ونحنا مخبيين روسنا...بلشت الطيارة اللي عم تصور توز....ونزل الصاروخ مش بعيد عنا... كل قبل صاروخ في طيارة بتوز وبعدين في ناس بتموت....مش جايبين شي معنا ولا تياب ولا مصاري ...
كانت ترتجف وطلبت حبة بانادول فسمعها الدكتور نزار مدير الجمعية فبادر بظرف من البانادول "الف الحمد لله على سلامتكن .... تفضلي"، كان مع عائلة السيد سمير عائلات اشقائه ووالدتهم واطفال صغار اغلبهم رضع...
تعرفت على فريق الجمعية وعرفت فيما بعد ان اغلب الصبايا متبرعات للمساعدة منهن من اتى منذ الصباح ومنهن من ذهب الى الحدود مع فريق الجمعية الاصلي ...
بدأت اتصفح اوراق السوريين الذين اتصلوا لابداء جاهزيتهم لأستقبال الاسر اللبنانية ...
لم استطع أن اخفي المشاعر التي انتابتني ولم اجد تعبيرا لها سوى دمعتين....مئات العائلات السورية مستعدة لفتح ابواب بيوتها لاستضافة عائلة لبنانية مشردة .... من دمشق وطرطوس وحلب وادلب والجزيرة واللاذقية...من كل ضيعة في سوريا ...منهم من ابدى استعداده لأيواء العائلة اللبنانية مع عائلته ... منهم من فرغ مزرعته وفيلته في الريف من مستأجريها لايواء اللبنانيين .... وعمر العامل الفقير الذي استأجر الطابق الذي تحت طابقه ب 7000 ليرة ليسكن فيها عائلة كبيرة واتى من سقبا الساعة 11 ليلا ليصطحب العائلة معه.
أمس احسست اني امام مشهدين :مشهد مفرط في الالم ومشهد مفرط بالانسانية ....
ليلى اللبنانية تقول : "بس ما معنا تياب ما معنا شي هيك بدنا نتقل عليكن"
وعمر من سقبا يقول لها "ولا يهمكن ابدا نحنا منطلع من بيوتنا ومنتركلكن اياها ... اكلنا اكلكن ولبسنا لبسكن واللي بدكن اياه ... ومشان الله ما تواخذونا نحنا حالتنا موكل هالقد يعني اللي فينا عليه راح نقدمو"
لم يدخل لبناني الى مبنى الجمعية الا ووجد صدرا حنونا يحتضنه
لم يدخل لبناني الى مبنى الجمعية الا واشاد امتنانا بالفريق السوري الذي احتضنه من الحدود الى مبنى الجمعية
دخلت السيدة بارعة مع اطفالها الثلاثة ... اشار ابنها حسن الي قائلا "ماما ليكي الدوموزيل هون مش متل معلمتي؟"
اقتربت منهم وشكرت الله على وصولهم بالسلامة تحدثنا قليلا وعرفت انهم من الكرك بزحلة وانهم تركوا بيتهم منذ 3 ايام ووصلوا الان الى سوريا بدون الاب ...قلت لها انه ان لم يتوافر الان عائلة سورية لاستضافتكم فيسرني جدا ان تكونوا باستضافتي في بيتي الصغير مع صديقتي ابتسام ...شكرتني جدا وعلامات الخجل واضحة عليها
كانت السيدة التي نسق باقي الفريق معها للقدوم لاصطحاب عائلة السيدة بارعة قد اوشكت على الوصول واخبروا السيدة بارعة، احسست ببعض الوشوشة بين افراد اسرتها ثم صاحت مريم الصغيرة ابنتها "خدينا معك انت ... انا بدي روح معك انت.... انا بحبك كتير" ثم سارعت بفتح حقيبتها الصغيرة واخرجت دمية وقدمتها لي .... ضممتها الى صدري وقلت لهم "انتو ضيوفي ... وبس فتوا على بيتي حتصيروا اهلو...اهلا وسهلا فيكن" ... نسقت مع باقي الفريق واتممنا الاوراق الرسمية لاستلام العائلة ومشينا الى بيتي ...
دخلنا وتقاسمنا البيت ...استحموا وتعشينا ...حاولت ان اضع الموسيقا لاخرجهم من اجوائهم الحزينة لكن كل حديث كان يودي الى لبنان والى زحلة والى حزب الله...
لا يمكن ان اروي التفاصيل الصغيرة التي حدثت الليلة الماضية لكن سأكون مقصرة بحق مريم الصغيرة ان لم اخبركم انها اخرجت العابها المفضلة وزينت السرير الذي سننام فيه انا وابتسام بهم تعبيرا عن روعة حبها الطفولي ....
اريد ان اقول شكرا لأيهم الذي زودني بكل الاغراض اللازمة و لابتسام ولجمانة ولكل الفريق في الجمعية السورية للعلاقات العامة وللدكتور نزار ميهوب على الفكرة الرائعة ولكل الاسر السورية التي اظهرت مواقفا غاية في النبل والانسانية ,أقول لكم من يستطع ان يقدم وردة فلا يحرم نفسه من متعة السعادة التي سيراها في عيون متلقيها....
منار وسوف
www.manarwassouf.com
إضافة تعليق جديد