نبيل فياض: مقدمات الاعتقال

نشر الجريدة اليوميّة السوريّة، كلّنا شركاء، بعض مقالات عن موقع الناقد – دون إذن منّي ولا رغبة - أحدثت ضجّة هائلة بين التيار الأخواني الأصولي السوري، الأمر الذي أوصله إلى تهديد الأستاذ أيمن عبد النور، صاحب الجريدة، إلى الاعتذار من الإرهاب الإسلامي عمّا تمّ نشره، فأبدى الندم، وباس القدم، على غلطته، بحق الغنم، كما تقول كوكب الشرق؛ فرضي عنه الطالبانيّون الجدد في سوريّا، وما أكثرهم، وعادوا للتربع في قلب مذبحه اليعقوبي! وكان التعليق الأجمل الذي سمعته حول تلك الفضيحة الثقافيّة الإرهابيّة: حرام! أيمن عبد النور مسيحي؛ يريد سلّته بلا عنب!

نشر أيمن عبد النور، وبشكل متواصل، مقالات لشخص نكرة، لم يسمع به أحد – قيل لي إنه ربما يكون الأستاذ عبد النور ذاته – تناول فيها كاتبها بعض ما كتبت بطريقة أقرب إلى الاستنماء المعرفي؛ وزعم فيها هذا النكرة أنه مسيحي علماني، ودعا إلى التوقف عن قراءة ما أكتب بحق الإسلام، خاصّة وأن صديقاً له مسلم يحبّ فيروز(!!!) [كلّ أصدقائي المسلمين يحبّون روبي]، ونشر هذا الهراء، ببهرجة بابوية، في الجريدة الذميّة إياها؛


وبسبب رغبتي العارمة في محاربة "الطورقة" بأصنافها في مجتمع يثور اليوم، بكلّ طوائفه، للوصول إلى برّ أمان حر، فقد أرسلت مقالة "لا نريد لأحد أن يطورق" إلى الأستاذ أيمن عبد النور، آملاً أن يخيّب أملي بنشرها، مثلما نشر الاستنماء المعرفي لتلك النكرة، ويشعرني بالتالي غصباً عني بأن هنالك، خارج الموارنة، من يجرؤ من مسيحيي الشرق على المطالبة بحق المواطنيّة الكامل؛ لكن أملي لم يخب: وكلّه مطورق!

أكثر ما لفت نظري في الأيام الأخيرة، ذلك الإسهال الكتابي للتيار الإرهابي السوري، الذي لم يستطع يوماً الردّ على ما في كتبي الموثّقة بدقّة يعرفونها جيّداً، واختياره، عوض الردّ على "أم المؤمنين" أو "الجمل" بوثائقيّة علميّة، اللجوء إلى استعداء الأمن علي، وهم الذين يكفّرونه صباح مساء، عبر الإشارة إلى حوادث واجهتني في حياتي الثقافيّة، ولعب فيها هؤلاء الإرهابيّون الدور الأهم: وأبرزها معركتي مع أحمد ضرغام وصديقه [أسأل الدولة هنا: متى نخلص من القيادة القطريّة، قشّة لفّة؟]، التي يعتبرونها مختلقة للإساءة إلى دولتنا الحكيمة؛ وهذا ما يؤكّد صحّة ما أذكره باستمرار، حول التحالف القمعي بين البعثيين والأصوليين!

من هنا، كان علي أن أتوقع من هذا التيّار كلّ شيء؛ وهو الذي لم يرفّ له جفن – مع اعتذارنا من محامي الإرهاب إياه، حيث وصلت سمعة القضاء السوري "العطرة" إلى عالم الملائكة - في مباركته شقّ أم قرفة نصفين لأنها جرأت على انتقاد بطريقة بدويّة بسيطة لشيء لم تستطع الإيمان به! وفي اعتقادنا أنّ تخريب بريدي الإلكتروني، قبل أشهر، كان الإشارة الأولى إلى أنهم على استعداد لفعل أي شيء في سبيل إقفال أي فم لا يروق لهم كلامه! ثم جاء بعدها استنماء الذي يقول إنه مسيحي علماني، فاحتجاج المحامي "النظيف"، صاحب الخطوط الحمراء إياه، وأخيراً لا آخراً المقالات الأصوليّة التي تدعو الأمن – وهو لا يقصّر بهم أو دونهم – لأخذ حذره من هذا التخريب للوطن!

http://www.annaqed.com/writers/fayyad/addoun_and_the_fundamentalists.ht…

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.