الفكر الأصولي .. ماهيته!
دلشاد عثمان
الأرهاب: كلمة منتشرة حديثاً , لم نكن نستخدمها مطلقاً قبل دخول امريكا لأفغانستان! لماذا تلقى هذه الكلمة على مسامعنا في هذه الفترة بشكل كبير؟ سؤال شدني كثيراً لتفسير ماهو الأرهاب الحديث.
اذا قمت بالرجوع الى مضمون تلك الكلمة او حاولت التمعن بها و بمسبباتها او بالأحرى باسمائها الأخرى ستجد هناك كلمة متمسكة بها بشكل قوي و هي الجهاد , اذا فما هو الجهاد؟
و تعريف الجهاد عند الفقهاء هو:-
و اذا عدنا نوعاً ما الى التاريخ الأسلامي فأننا نجد اول نداء للجهاد كان الأمر بالجهاد في مكة، بحسب الآية التالية (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً), و اذا تمعنا نوعاً ما بالتفاسير المعتمدة فأننا نجد (به) عائدة على القرأن , اي انه يجب عليكم الجهاد بالقرأن!! يقد يقصد نشره؟.
في التاريخ الأسلامي كانت الدعوات الجهادية تتوجه في حال تعرضت البلاد لغزو خارجي مقدم على النهب و القتل و الأسر ,و كانت الحملات تظهر على شكل جيوش تتواجه ببعضها البعض الى ان تنتهي اما بسقوط البلد في ايدي الأعداء او بقاء البلد في حالة حصينة!
ثم نستذكر تلك الجريمة النكراء التي كنا للأسف شركاء بها و بتحريض و بتوجيه من الحكومة الأسلامية العثمانية التي استخدمت الشيوخ و الملالي و رجال الدين الغشماء لتحريض الشعب على قتل الاخوة الأرمن , للأسف اصدقاء الدرب و الوطن و الأرض و العرق الواحد.
اما اذا توجهنا الى الوقت الحالي وما المتغيرات التي طرأت على تلك الكلمة ,فأننا نجد تعريف الجهاد كالتالي:
بذل الطاقة و المال والجهد في سبيل القتل! فقط
ففي نظرة سريعة لمجريات ما يحصل بالعراق او بالأحرى ما يفعله الأرهاب (الجهاد الحديث) هو قتل كل شخص غريب مهما كانت اسباب تواجده و قتل اي شخص ليس بغريب يحاول نشر الأمن و الأمان في البلاد , هنا نجد ان الجهاد الحديث هو ليس الإ عصابات متفرقة تدعمها حركات اسلامية اصولية متأثرة في فكر القاعدة و تحاول نشر الذعر و الزعزعة في المنطقة لأسباب مبهمة!
بدء الفكر الأصولي ينتشر بقوة بعد محاولة الجيش الأحمر الدخول لأفغانستان في الثمانيات و بأت محاولته بالفشل بسبب بعض العتاد الذي كان يملكه تنظيم القاعدة والطرقات الوعرة والغامضة في افغانستان , عندها ازدات الثقة في نفس هؤلاء الأصوليين و بدأت محاولاتهم بأنشاء تنظيم يدعو لحكم اسلامي في الوقت الحالي!
و من بداية التسعينيات حتى بدية الألفية الجديدة تم الهدوء نوعاً ما و لم نكن نسمع بتلك المصطلحات ارهاب, جهاد, اصولي, قاعدة! و لكن في عام 1998 و بعد مقابلة اجرتها اذاعة الجزيرة (الغير معروف قرعة ابوها)
بدأت تلك الكلمات تتردد و بدء اسم بن لادن و الحركة بالظهور وجميعاً نذكر احداث سيبتمر و ما حل في الولايات المتحدة في تلك الفترة و بأعتقادي بأمكاننا اطلاق مصطلح ارهاب على تلك المحاولة و بعدها بدأت امريكا بالزحف او بالأحرى بالنزول في افغانستان و انهاء ما يسمى قاعدة و تنظيمات اسلامية اصولية و بعدها سقوط بغداد و ما تبعها من محاولات لتطهير المنطقة!
بعدها بدء تنظيم القاعدة باصدار أوامر بالجهاد و ما الى ذلك و بدء بعض شيوخ الأسلام بأصدار فتاوي لم نرا لها مثيل في التاريخ , تحض على قتل كل غريب و كل متعاون و الأسوء تحليل دماء الأخوة المسيحيين و الأيزيديين و اصحاب المعتقدات الأخرى.
للأسف في هذه الفترة تمر المنطقة بأزمة اقتصادية حقيقية اي انه هناك مجموعة كبيرة من الشباب بدون عمل و بدون توجيه لذا يقبل عدد غفير من الشباب على تصديق تلك الفتوات التي تدعوه للقتل و ما الى ذلك من توجيهات تأتيهم من تنظيمات كالقاعدة مثلاً او انصار السنة و .و... , و طبعاً هذه الظاهرة منتشرة بالعالم الأسلامي بشكل كبير ,يستحضرني نقاش كنت قد اجريته مع شخص اصولي و من ضمن النقاش قلت له هذا ليس بمنظر انساني ان يقوموا بالدبح بالسكين و التعذيب المميت فأخبرني بأن كلامي صحيح و يجب ان يستخدموا سيفاً حادً لأن الدبح بالسكين محرم!!
مارأيكم الى هذا الحد وصل التفكير المحدود لتلك الجماعات !
بأعتقادي حل المسألة صعب صعب جداً لأنك في هذا الوقت عندما تقول ارهاب اي انك تقول جهاد و عندما تقول جهاد فأنك تقول اسلام و عندما تريد نزع الأرهاب فأنك بحاجة لنزع الأسلام و هذا مستحيل التطبيق في مجتمعنا.
قد نحتاج لبعض الوقت للبدء بالتفكير بأنطمة علمانية!
دلشاد عثمان
الأرهاب: كلمة منتشرة حديثاً , لم نكن نستخدمها مطلقاً قبل دخول امريكا لأفغانستان! لماذا تلقى هذه الكلمة على مسامعنا في هذه الفترة بشكل كبير؟ سؤال شدني كثيراً لتفسير ماهو الأرهاب الحديث.
اذا قمت بالرجوع الى مضمون تلك الكلمة او حاولت التمعن بها و بمسبباتها او بالأحرى باسمائها الأخرى ستجد هناك كلمة متمسكة بها بشكل قوي و هي الجهاد , اذا فما هو الجهاد؟
و تعريف الجهاد عند الفقهاء هو:-
بذل الجهد والطاقة والمشقة للقتال في سبيل الله.
و اذا عدنا نوعاً ما الى التاريخ الأسلامي فأننا نجد اول نداء للجهاد كان الأمر بالجهاد في مكة، بحسب الآية التالية (فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً), و اذا تمعنا نوعاً ما بالتفاسير المعتمدة فأننا نجد (به) عائدة على القرأن , اي انه يجب عليكم الجهاد بالقرأن!! يقد يقصد نشره؟.
في التاريخ الأسلامي كانت الدعوات الجهادية تتوجه في حال تعرضت البلاد لغزو خارجي مقدم على النهب و القتل و الأسر ,و كانت الحملات تظهر على شكل جيوش تتواجه ببعضها البعض الى ان تنتهي اما بسقوط البلد في ايدي الأعداء او بقاء البلد في حالة حصينة!
ثم نستذكر تلك الجريمة النكراء التي كنا للأسف شركاء بها و بتحريض و بتوجيه من الحكومة الأسلامية العثمانية التي استخدمت الشيوخ و الملالي و رجال الدين الغشماء لتحريض الشعب على قتل الاخوة الأرمن , للأسف اصدقاء الدرب و الوطن و الأرض و العرق الواحد.
اما اذا توجهنا الى الوقت الحالي وما المتغيرات التي طرأت على تلك الكلمة ,فأننا نجد تعريف الجهاد كالتالي:
بذل الطاقة و المال والجهد في سبيل القتل! فقط
ففي نظرة سريعة لمجريات ما يحصل بالعراق او بالأحرى ما يفعله الأرهاب (الجهاد الحديث) هو قتل كل شخص غريب مهما كانت اسباب تواجده و قتل اي شخص ليس بغريب يحاول نشر الأمن و الأمان في البلاد , هنا نجد ان الجهاد الحديث هو ليس الإ عصابات متفرقة تدعمها حركات اسلامية اصولية متأثرة في فكر القاعدة و تحاول نشر الذعر و الزعزعة في المنطقة لأسباب مبهمة!
بدء الفكر الأصولي ينتشر بقوة بعد محاولة الجيش الأحمر الدخول لأفغانستان في الثمانيات و بأت محاولته بالفشل بسبب بعض العتاد الذي كان يملكه تنظيم القاعدة والطرقات الوعرة والغامضة في افغانستان , عندها ازدات الثقة في نفس هؤلاء الأصوليين و بدأت محاولاتهم بأنشاء تنظيم يدعو لحكم اسلامي في الوقت الحالي!
و من بداية التسعينيات حتى بدية الألفية الجديدة تم الهدوء نوعاً ما و لم نكن نسمع بتلك المصطلحات ارهاب, جهاد, اصولي, قاعدة! و لكن في عام 1998 و بعد مقابلة اجرتها اذاعة الجزيرة (الغير معروف قرعة ابوها)
بدأت تلك الكلمات تتردد و بدء اسم بن لادن و الحركة بالظهور وجميعاً نذكر احداث سيبتمر و ما حل في الولايات المتحدة في تلك الفترة و بأعتقادي بأمكاننا اطلاق مصطلح ارهاب على تلك المحاولة و بعدها بدأت امريكا بالزحف او بالأحرى بالنزول في افغانستان و انهاء ما يسمى قاعدة و تنظيمات اسلامية اصولية و بعدها سقوط بغداد و ما تبعها من محاولات لتطهير المنطقة!
بعدها بدء تنظيم القاعدة باصدار أوامر بالجهاد و ما الى ذلك و بدء بعض شيوخ الأسلام بأصدار فتاوي لم نرا لها مثيل في التاريخ , تحض على قتل كل غريب و كل متعاون و الأسوء تحليل دماء الأخوة المسيحيين و الأيزيديين و اصحاب المعتقدات الأخرى.
للأسف في هذه الفترة تمر المنطقة بأزمة اقتصادية حقيقية اي انه هناك مجموعة كبيرة من الشباب بدون عمل و بدون توجيه لذا يقبل عدد غفير من الشباب على تصديق تلك الفتوات التي تدعوه للقتل و ما الى ذلك من توجيهات تأتيهم من تنظيمات كالقاعدة مثلاً او انصار السنة و .و... , و طبعاً هذه الظاهرة منتشرة بالعالم الأسلامي بشكل كبير ,يستحضرني نقاش كنت قد اجريته مع شخص اصولي و من ضمن النقاش قلت له هذا ليس بمنظر انساني ان يقوموا بالدبح بالسكين و التعذيب المميت فأخبرني بأن كلامي صحيح و يجب ان يستخدموا سيفاً حادً لأن الدبح بالسكين محرم!!
مارأيكم الى هذا الحد وصل التفكير المحدود لتلك الجماعات !
بأعتقادي حل المسألة صعب صعب جداً لأنك في هذا الوقت عندما تقول ارهاب اي انك تقول جهاد و عندما تقول جهاد فأنك تقول اسلام و عندما تريد نزع الأرهاب فأنك بحاجة لنزع الأسلام و هذا مستحيل التطبيق في مجتمعنا.
قد نحتاج لبعض الوقت للبدء بالتفكير بأنطمة علمانية!
التعليقات
Re: الفكر الأصولي .. ماهيته!
إضافة تعليق جديد