تاريخيا ترافقت حركات الأتبوريين مع انتخابات محلية في الدول التي تستهدفها الفوضى الخلاقة. مثلا:
- في يوغسلافيا، 24 أيلول عام 2000، انتهت الانتخابات الرئاسية بدون حصول أي مرشح على 50% من الأصوات، ولكن الأتبوريين الممولين من أمريكا فرضوا فوز مرشحهم بدون جولة إعادة عبر إطلاق الفوضى الخلاقة، وبدأت عمليتهم بإذاعة نتائج مزورة للانتخابات، وقد استسلم ميلوسوفيتش لهم وسلمهم البلاد بدون مقاومة خلال أسبوعين.
- في جورجيا جرت الانتخابات البرلمانية في 2 تشرين الثاني 2003، وترافقت باستفتاء عام على تخفيض عدد النواب. رغم أن الانتخابات لم تكن رئاسية، فقد أعلن ميخائيل ساكاشفيلي أنه قد ربح الانتخابات مستندا إلى استطلاعات الرأي غير الرسمية، ودعا الجماهير للتظاهر في الشارع وللعصيان المدني ضد السلطات، وأعلن مشروعه بإسقاط الرئيس وإعادة الانتخابات. بعد 21 يوما استسلم الرئيس شيفاردنادزة وسلم البلاد للأتبوريين ومرشحهم ساكاشفيلي.
- في أوكرانيا، 21 تشرين الثاني 2004 جرت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين الرئيس يانوكوفيتش ومنافسه يوشنكو المدعوم من الأتبوريين. بمجرد انتهاء التصويت أعلن يوشينكو أنه فاز في الانتخابات بفارق 11% مستندا إلى استطلاعات الرأي غير الرسمية، واستخدم علاقاته مع الإعلام وقوة منظمة بورا الأتبورية لحشد التأييد له بصفته الرئيس المنتخب، ونزل أنصاره للشوارع للاحتفال، ولكن نتائج الفرز أوضحت أن يانوكوفيتش فاز بفارق 3% من الأصوات، فأعلن يوشينكو لأنصاره المحتفلين أن النظام قام بتزوير الانتخابات. تدخلت المحكمة الدستورية وأجرت مجموعة تعديلات دستورية أقرت فوز يوشينكو، وفي عام 2010 ألغت هذه التعديلات.
- في قرغيزستان، جرت الانتخابات النيابية في 27 شباط 2005، وترافقت بأعمال عنف منظمة تصاعدت لحد سيطرة المتمردين على العاصمة، فاستسلم الرئيس في 2 نيسان وغادر العاصمة، ومازالت قرغيزستان تعاني الفوضى والعنف.
- في بيلاروسيا عام 2006 فاز الرئيس لوكاشينكو بنسبة 83% من الجولة الأولى، في حين كان الاتحاد الأوروبي يعامل منافسه على أنه الرئيس الحتمي. لم يسمح لوكاشينكو للفوضى أن تجتاح بلاده وأصر على تطبيق القانون بصرامة فانتصر على الفوضى الخلاقة وأدواتها من الأتبوريين.
أنا أعتقد أن الحراك الأتبوري الذي تشهده المناطق الآمنة من سوريا هذه الأيام هو مجرد تحضير للحملة الأتبورية القادمة التي سترافق انتخابات رئاسة الجمهورية. قد تبدو بعض النشاطات بريئة ولكن من قرؤوا مناهج الأتبوريين يستطيعون تمييز النشاطات البريئة والوطنية عن نشاطات إرهاب الفوضى الخلاقة.
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد