يظن
بأنني متفرغة لكتابة الكلمات
و أنا مهنتي هي رسم السطور
فيقول أنت يا أنستي مرتاحة البال

يظن
أنني أعيش برغد و أتسلى بترتيب الكلمات
و بأن ضجري و مللي يجعلان مني بارعة في الكلمات

يظن
أنني لا أعمل شيء سوى تقطيع الشطور
و وزن البحور و انتقاء الحروف و تلوبن الشعور

يطن
أنني أعيش في مملكة البسط و اللهو
و أنني أقضي أيامي في كتابة الكلمات المعسولات

يظن
بأنني منذ أصحو و حتى أنام أسلي روحي بكلمات
و أوزع كلماتي فقط للتسلية و المزاح و لكسب الإعجاب

يظن
أنني من النوع الذي أتباهى بسطور
و أبحث عن قشور
و أعشق الغرور

تقول لي
لا تتمني لي أن أعيش أوقات رائعة دوما...
فالأوقات الرائعة تستمد بعضا من روعتها بحكم كونها قليلة...

أقول لها
بل سأتمنى لك أوقات رائعة
و سعادة دائمة
مع كل شمس شارقة
أما لحظات هي
ذروة السعادة
ذروة التفهم
ذروة الحب
ذروة العناق
ذروة النجاح
ذروة اللقاء
هذه اللحظات هي نشوة الأشياء
هي اللحظات النادرة , القليلة
أما السعادة , الحب , اللحظات الرائعة
تبدأ مع بدء الشمس وتنام مع القمر
و تمتد مع شروق شمس يوم جديد
هكذا أنا أفهم الحياة و تتابع الأيام
….
كان يسألني من أين تأتين بهذه السعادة الدائمة
من أين ؟!!
قولي لي….

لما تأخذني إليك و أنا في وقت
لا أملك منه إلا القليل
تباغتني , تسرقني من بين كتبي , همومي
و حياتي .. تسرقني من حالي
أرجوك ليس الآن ..
ربما في وقت أخر
لا …لا تستمع إلي
و أعذر حماقة الأطفال و خذني معك
خذني , انتشلني من برودة مكتبي هذا
فقلبي حزين
اليوم صحوت معي , نمت معي , وعشت معي
لما اليوم بالتحديد؟!..
ربما لأنني بدأت يومي بصوت ( فيروز)
و من غيرها فهي توقظ الذكريات النائمة
و تشعل القلوب الباردة
هي كلمات رقيقة , تشبهك
يا حلو شو بخاف إني ضيغك..
يا حلو..
ولكن للأسف أضعتك قبل حلول الربيع
و لم أهديك زهوراً كنت قد وعدتك بها

يقول لي أحبك
أنا أحبك يا طفلة تعيد
إليّ
ربيعي
عمري
أحلامي
حبك يوقظ فيّ ذكريات الطفولة
طفولتي الضائعة
أنت يا طفلتي نعمة الله
كيف الله عرف أنني أحتاجك؟
كيف وهبني إياك؟
أنت تشبهين
طفولتي
مراهقتي
كل ما أعنيه أنا الضائع
أنا أعشقك يا صغيرتي
فتعالي
تعالي لا تخافيني
فأنا أعرف كيف أحبك
أعرف كيف أتعامل مع ضفائر الصغار
تعالي و لا تخافي مني
…..
كيف لطفلة تعيش الربيع
كيف لها أن تعلم ؟؟
بأن شمس الصيف محرقة
ملهبة, متعبة , قاتلة
كيف لبراءة الطفولة أن تعرف
أن للبشر أنياب..
أنياب تزهر في لحظات استيقاظ ذئب

ألبستني خاتم الزواج
وأمسكت بيدي لتعلن للناس
أنني زوجتك الشرعية
شرعية أنا و خاتمك من ألماس
أمام الناس شرعية أرتدي خاتم الزواج
و الكل يهديني الهدايا على مستوى الألماس
على مستواك يا زوجي الشرعي
يا رجلاً حولتني أمام الناس الى زوجة شرعية
و أمام عشيقاتك الى صورة
مجرد صورة تزين بها مكتبك
كيف أنا الوردة البرية أقبل أن تحتجزني
شبحاً يزين إطار مصنوع من النحاس
من الخشب من الألماس لا يهم
هو مجرد إطار يحتضن صورتي
صورة امرأتك الشرعية
زوجة شرعية تشهد بعينيها
زواجك اللاشرعي
لما أقبل بهذه الإهانة!!..
فقط لأني الشرعية أمام الناس

كتبت الي صديقتي لما تخفين نفسك وراء كلمات؟!!
الى صديقتي الغالية
الكتابات تعبر عنا بشكل حقيقي دون تزيف أشعر
أنني اعبر بكلماتي عن حقيقة الإنسان الذي يعيش
في جسدي أما التعبير عن طريق
الاسم:_____
المهنة:_____
الهوايات:_____
تختصر الانسان الذي فينا بطريقة قاسية و غامضة
و لا تعطي كل الحقيقة مجرد أشياء عادية لم أهتم لها يوماً
حتى معظم أصدقائي لا أعرف اسمهم الثلاثي ولا من أي قرية
هم هكذا طبعي ربما غريب نوعاً ما ولكنه يعجبني .

أنا طبعي غريب شوي وبنفس الوقت عادي اكتير
مثلاً شكلي هادئ وبسيط والصفة الغالبة التهذيب

دوماً ينظر إليّ
و يستغرب فرحي , تفاؤلي..
يصل استغرابه و اندهاشه لحد الانزعاج…
لما؟!!
لما رغم كل ألام البشرية و الويلات التي تصيبنا
أنت مازلت تحملين وجه ضاحك , باسم
و بريق عيناك يشع مثل شمس أذار
و يتساءل لما ؟!!!!…
اليوم
نعم اليوم سأهديك الجواب ,
فأنا أجوبتي هدايا و ليست …شظايا
يا صديقي أحمل في قلبي حزناً يفوق حزن العالم
و في داخلي ثورة أعظم من ثورات عرفها التاريخ
و لكن طبعي هادئ , مسالم , رقيق , متفائل
وجهي لا يعبر عني بشكل جيد ..
وجهي أفضل مني
و جهي طفولي , مرح
أما داخلي عجوز , ثوري , حزين
و لكن في عمق حزني يسكن الأمل

مؤامرة تحاك..
وتدبر لك..
مؤامرة..
يا بلدي مؤامرة تدبر لك
و الكل يتساءل لما
لما أنت يا بلدي؟!..
لم يعرفوا أن الجمال منذ وجد له أعداء
أعداء يكرهون الحب , الرقة, الكبرياء
كما كرهوا الانثى يكرهونك
كما اعتقلوا حريتي يريدون اعتقالك
ألست انثى إذاً انتظري الكثير منهم
هم أعداء الجمال
مؤامرة منذ و جدنا أنا و أنت
تدبر لنا مؤامرة يكرهون الجمال , الكبرياء
منذ عرفوا أنك بلد السلام , بلد الأمان , بلد الحب
بلد الكلمات الزرقاء منذ عرفوا حقيقتك
كرهوك و أقسموا أن يدمروك
و ما يزال البعض يتساءل لما أنت ؟!..
و هل الجمال و السلام والحب يقتصروا عليك

هم أم أنا من منا على صواب؟!..
هم الذين يعطوا لكل شيء مسميات
يجب أو لا يجب ..حرام , حلال..من شرع هذه المفاهيم؟!..
الكل يقول هكذا توارثنا ,
حتى تصرفاتنا و ردود أفعالنا وراثة
لا نفتح عقولنا و لا قلوبنا , نغلق على أرواحنا في صناديق
بائسة, باردة, عفنة فيها كل شيء إلا الأحاسيس
نريد كل شيء ملموس , مادي كما سبق و دائماً
أين البرهان ؟…
رغم أن كثير من حقائق البشرية قابلة للطعن والشك
هل على مر البشرية إنسان واحد فقط متأكد مئة بالمئة
أن كل ما قام به هو الصواب….هل عندك الجواب؟!…
للأسف لا نقبل الروحاني, الانساني, الجديد, اللاشرط

عم يكتب قلبي
عم يكتب حكاية السما الزرقا
عم يرسم قلبي
عم يرسم البحر الازرق
و يوم بعد يوم عم يعشق الغيم الأبيض
السما الزرقا , البحر الأزرق , الغيم الأبيض
عم يسأل قلبي عن الشجر الأخضر
وين الشجر؟!..
وين الشجر؟!..
سما و بحر و غيم وين الشجر
مافي غير بيوت ملي الدني
هيك يا قلبي البشر
بتحيا بدل الشجر
بيت و حارة و بيوت وعمارة
و ما في شجر
بعد في سما و بحر و غيم
بس الشجر ما بعرف وين؟!..
و ين يا قلبي وين الشجر؟
ما في غير بيت عم يحكي حكاية
عيلة صغيرة , كبيرة
ولكل عيلة في حلم
بس كيف بيكون الحلم من غير الشجر
بيت وحلم
حلم و بيت