أجبل غيم أنت
أم جبل ثلح!!
يا صديق البحر
يا لون الفجر
…
كان و ما زال يبحث عن وطن
كان و ما زال يشتاق لينام و ليصحو متى يشاء
ضحكاتنا
آلامنا
همساتنا
كلها تثير عندهم الاستفهام
كان و ما زال يبحث عن مكان
يحتضن دموعه
مكان يبكي فيه دون أن تهاجمه التساؤلات
و تخنقه إشارات الاستفهام
لماذا؟
حتى بكائنا يرعبهم و يقلقهم
حتى دموعنا حبسناها
كان و ما زال
يبحث عن وطن للبكاء
حتى البكاء ما عاد له مكان
كله يثير عندهم الشك
يالا دموعي يالا بحثه
كان و ما زال راغب بالبكاء
أمنية هي , هل من مكان
تباع فيه الأماني؟
…

ليلة البارحة لم يأتيني النوم
ظللت أترجاه و أتوسل إليه
و عبثاً كل محاولاتي
لم أنام
نامت أنجم المساء نجمة , نجمة
و طلت نجمة الصبح تلقي سلامها
هي استفاقت و أنا لم أنام بعد
ليلة البارحة عشت كابوساً مريعاً
دون أن يغمض لي جفن
إنها ثقل الهموم كأنها أفاعي تأكلني دون رحمة
إنه عقلي الذي لا ينام عبثاً عنيد لا يستجيب
….
ليلة البارحة ودعت الحياة و رحلت إلى ما بعد الموت
ما وجدت شيء يستحق هذا العناء ولا هذا السهر
لست أنا من أختار قلة النوم و لكن منذ بدأت أتعرف
على عقلي صار بيني و بين الراحة و الهناء و النوم عداء
….

شكراً
لأنك علمتني أهم درس في الرسم
علمتني كيف أرسم وجوه أحبائي
فقبل معرفتي بك كنت أرسم وجوه أحبتي
مثل القمر في ليلة اكتماله
بعد أن عرفتك اكتشفت أنني ما رأيت منك إلا نصف البدر
أما النصف الآخر كشف عن ذاته و إذ به مشوه
لدرجة الرعب و القرف
أرعبني نصف وجهك الذي أخفيته بمساحيق الكذب و التمثيل
شكراً
لأنك أخيراً كشفت عن وجهك الحقيقي
يوم حجارة الحقيقة رمت بنفسها على صورتك البلورية
و تناثرت شظاياها و مزقت جسدي و أرهقت روحي
شكراً
فمن بعدك تعلمت كيف أرسم وجوه أحبائي
بأنصاف وجوه و الأنصاف الأخرى أتركها للأيام
هي بارعة في فن الاكتمال

هناك في الجبال العالية
هناك حيث تهدأ النفوس
نشهد تفتح برعماً ندياً
برعماً يشرب من نور السماء
و يعمق جذوره في أرض الله
…
يحدثني عنها , عن برعماً ندياً كيف بدأ يتحضر ليعطي ورداً مختلفاً
ورود الجبال لا بد أنها غنية بالجمال و مليئة بالخيال
في الجبال يتفتح برعم الجمال و الخيال
….
لوردة الجبل الصغيرة اسمعي مني هذه الكلمات الصغيرات
بعد عام سترحلين عن الجبل لتشقي طريقك
في مدينة الأحلام راغبة باكتشاف الحياة
ليتك يا وردتي البريئة كما تحملين معك الجمال
ليتك تأخذين معك أشواك الجوري
لأن في طريقك الجديد ليس الكل معتاد على التعامل مع الورد

نظرات استغراب و استهجان هل هي آتية إلى الجامعة؟!..
هذه كلمات تسمعها دوماً
و نظرات اندهاش تراها باستمرار
انظر هذا انظر تلك
الكل ينتقد لباس و شعر و موديل
هذا أو ذاك
و في غمرة الانتقاد و الاستنكار و الاندهاش
تمر فلانة ترمي بأوراق على الأرض
لا تسمع كلمة
ثم يمر فلان يرمي سيجارة لا تعليق
و أخر يرمي بكأس الكابتشينو .. لا استنكار
و هكذا يستمر مسلسل رمي الأوساخ
في أرض الجامعة في القاعات على المقاعد
في كل زاوية فكلها متاحة لاستيعاب الأوساخ
و لما الاستنكار؟
و لما الاندهاش؟
ليش صار شيء غير عادي بيستحق كلمة أو نظرة

أحياناً أسأل نفسي لما أفكر ؟
بعد تفكير عميق توصلت إلى التالي
(( أنا أفكر إذا أنا منحوس))
في لحظات نشعر بأننا نختنق و كأن الهواء بدأ بالنفاد
لحظات نشعر بأننا نطير و كأن كل الهموم رحلت عنا
يا ترى إلى أين ترحل همومنا هل نحملها لآخرين؟!.
….
كلما خرجت من البيت أتساءل
هل سأعود لنتشجار ثم نتصالح
ليعلوا صراخنا ثم ضحكاتنا
هل سأعود لأحضر كأس الشاي
لأشتم عطر أمي و أتلذذ بطعامها و دلالها
هل سأعود لأرى نفسي طفلة الخامسة في عيون أمي
هل سأعود
….
مدينتي هل سيبتلعك البحر؟
أشجاري هل ستقتلعك الريح؟
البحر و الريح أصوات تعلو

أبكي أم أصرخ ؟
أما أوراقي باكية هي , مبعثرة هي مثل ذاتي
أنا هنا و لست هنا
كما هي , كما هي
أه من ذاتي أه من روحي
أما أوراقي ضائعة بين الماضي و الحاضر
بين الحب و الكره
بين الليل و النهار
أين هي أوراقي ؟
أين هي أحلامي؟
أين هي أنا؟
يا بسمة الطفولة , يا بسمة البراءة , يا عمري أين أنت؟
مع كل ورقة ضاعت مني تاهت حكاية أحببتها
أوراقي تضيع , تضيع مني
تتوه في ليالي البؤس
أما أنت يا حبي يا زهرتي لونك يعيد
الى الحياة و الأمل و النور لك مني سلام
….
إن بعتني بوردة فهذا يعزيني , يفرحني
و لكن إن بعتني بامرأة فهذا يقتلني حبيبي

حكاية عشقي للأماكن
لم أكن أعلم أنني من النوع الذي يتعلق بالمكان
إلا أن رحلت عن بيتنا لأول مرة و ذهبت للدراسة
أول مرة أسكن بعيدة عن أهلي و أسرتي
أتذكر ذاك اليوم حين تسلمنا غرفة في السكن الجامعي
غرفة صغيرة فيها أربع أسرة
يعني أربع بنات و لكل بنت قصة و حلم
غرفتي الجميلة تسكن في قلبي رغم أنه مر على فراقنا
أكثر من ستة أعوام إلا أنني أحن إليها كما أحن لأحبائي
و أتقصد زيارتها لأستعيد من خلالها ذكرياتي العابرة
فالذكريات عندي ثقافة و أسلوب نحن من نعمل على ابتداعه
و رسمه و تشكيله و لكن استرجاع الذكريات
له عذابه و دموعه كما له فرحته و متعته

أتعرف لما أنا هكذا؟
يا ترى أنا أحب المسرح أم لا
لا جواب لدي
فأنا لم أعرف المسرح
إذا لا جواب لدي
أما الشعر ربما قلما أفهم ما أقرئه
و كأن بعض الشعراء يكتبون لأشخاص
يعتقدون أنهم بارعون في لغة الشعر
ربما لا يكتبون لأمثالي
أنا التي أعرف اللغة العامية البسيطة
و لم أقتني يوماً قاموساً
..
ماذا عنك هل تذهب إلى السينما؟
أرجوك لا تحول السؤال إلي
فأنا ذهبت إلى السينما مرة بالخطأ و مرة صدفة
تصور … لا تستغرب ربما كثر لم يشاهدوا السينما
لا صدفة و لا عن خطأ
…
أتعلم المسرح , السينما , الشعر, الرسم
أشياء نحبها و نعشقها و لكن للأسف لا نتذوقها

آذان الظهر الآن يلتف السماء
بدأت أراقب الطيور
يا ترى كيف تصلي للسماء كم ركعة تركع و كم سجدة تسجد لله؟
و هل هي ساهية عن صلاتها , متكاسلة , نائمة, منشغلة ؟
أسئلة راحت تتسابق في خاطري حتى إذا بي أرى سرب من الطيور
يغرد و يرقص في السماء فرحاً و شكراً لله
و كأنه يقول جئناك نصلي معاً جماعة نحن سرب من الطيور
نعرف كيف نشكر الله
***
الورد يعرف طريقه في الحياة
ينمو على الجدران , يتسابق مع النسمات
يرتدي أجمل الألوان و ينتقي أرقى العطور
أما نحن البشر فهيهات, هيهات لنعرف الطريق
***
عند فجر ذاك اليوم وقع نظري على زنبقة صفراء
و أخرى حمراء تنتفض عن وريقاتها دموع