دفاعا عن حرية التعبير والكتابة 2

في معرض رده على الردود التي وردت على هجومه على مقالة "من يحمينا في بلادنا: الطالبانيون الجدد في سوريا" يقر الأستاذ مأمون الطباع أنه ليس معنيا بالرد على الأفكار الأساسية التي طرحها الأستاذ نبيل فياض في مقالته، وهي الخوف على مستقبل المجتمع السوري من غزو الفكر الإرهابي المعتم بعمامة الإسلام، ويقول أنه يركز على مقاطع معينة وردت في المقالة ولا يعنيه غيرها. وردت هذه المقاطع في سياق الأمثلة التي ساقها الكاتب نبيل فياض على أسس العقيدة الإرهابية التي يحملها من يسميهم بالطالبانيين الجدد، وهي أمثلة على أفعال رافقت بدايات الفترة الإسلامية أيام حكم الرسول وما بعده، وفيها ذكر حوادث مثل ربط امرأة بدابتين وشقها إلى نصفين بأمر الرسول، وأمر الرسول بقطع أيدي وأرجل قوم ثم رميهم في الحر حتى يموتوا.
وحتى عندما يتعرض المحامي الطباع لهذه الأحداث التي جرت منذ أكثر من 1400 عاما، نجد أنه لا يبدي أي رأي فيها، ولا يعتبر مثلا أنها سلوك لا إنساني بشع ينافي أبسط القيم الإنسانية، بل يحاول منع نبيل فياض من الكتابة عنها وإبداء رأيه بها بدعوى أن مجرد التعرض لها إساءة للوحدة الوطنية ومس بالمقدسات. ويقول بصراحة أنه ليس كاتبا محترفا ليرد على هذه الأفكار، ولكنه يعتقد أن رواية هذه القصص تعتبر مسا بالرسول الذي هو رمز لمئات الملايين من البشر، وهو أيضا قائد عربي له مكانته المتميزة بالنسبة لمعظم العلمانيين وللعرب غير المسلمين. ثم يعود إلى إطلاق التساؤلات الغامضة مثل "لم التعرض إلى مقدسات ملايين البشر دونما كسب محتمل؟" و "لم نخلط بين الديمقراطية والحرية، وبين حرية المس بالمعتقدات الدينية؟"
ويطرح الأستاذ الطباع أمثلة يعتبر أنها غير مفيدة للحوار، ويسرد قصصا أخرى عن العنف والقتل وسفك الدماء التي رافقت حياة الإسلام وحياة أمم أخرى غير الإسلام. ويختم مقاله بالتركيز على ثوابته الأساسية الوطنية، ثم يعود لإطلاق الاتهامات على الأشخاص الذين حاولوا الحوار معه بدون التركيز على الموضوع، فيقول مثلا: " ... رغم أنف من طلبوا مني تعريف الخط الأحمر و هم بتصرفاتهم يكرسون مواقف أعداء الديمقراطية الذين يعتبرون الديمقراطية مدخلاً للفوضى و النزاعات الأهلية, و يمنحونهم هدية تبرر التريث في فتح المنابر الإعلامية لكل المفكرين و المثقفين".
وفي سياق الرد على طروحات الأستاذ الطباع أقر أنني لا أنكر وطنيته ولا وطنية أي مواطن سوري، ولكنني أتساءل عن السبب الذي يدعو الأستاذ الطباع، وهو محام محترف، إلى إطلاق الاتهامات العنيفة التي تدور في فلك تخوين الآخر على الأستاذ فياض، وعلى بعض من ردوا على مقالته، ومنها مثلا اتهام من يطالبه بتعريف مصطلح الخط الأحمر الذي استخدمه في المقالة الأولى أنه يكرس موقف أعداء الديمقراطية.
كما أنني لا أستطيع أن أفهم كيف يكتفي الأستاذ الطباع بالرد على ربط نبيل فياض بين الإسلام والإرهاب أن هناك آخرين في العالم لا يروقونه ويعتقدون بنفس الأمر، بدون أن يكلف نفسه عناء مناقشة هذه فكرة علاقة الإسلام والإرهاب بشكل موضوعي.

 

إن فهمي للديمقراطية لا يعني أبدا بأي حال من الأحوال مصادرة آراء الآخرين ومصادرة حريتهم في التعبير عنها. بالعكس، أنا أعتقد أن الديمقراطية تكفل لكل الناس حرية الاعتقاد والتصريح عن اعتقاداتهم كما يشاؤون، وتكفل لهم حق ممارسة معتقداتهم علنا. ولذلك فأنا أرى أن من حق من يعتقد أن شق الإنسان إلى نصفين عمل لا إنساني أن يعبر عن اعتقاده بحرية، وبالمقابل يستطيع من يعتبر أن هذا الفعل سنّة يجب الاقتداء بها أن يعبر عن رأيه بنفس الحرية. الديمقراطية برأيي لا تحمي أي رأي من النقاش والتداول، ولا تمنع الناس من مناقشة أي موضوع، وكل الطروحات التي تحاول منع الآخرين من الجهر بآرائهم هي برأيي اعتداء على حرية التعبير، وأنا أعتبر نفسي معنيا بالدفاع عن هذه الحرية بقدر ما يعتبر الأستاذ الطباع نفسه معنيا بالدفاع عن منع تداول ما يعتقد أنه يسيء إلى معتقدات الناس.
إن فرض أي نوع من القيود على المجاهرة بالآراء الشخصية لأي سبب كان هو اعتداء على حق إنساني لبشر آخرين، وهو تدخل في حياتهم الشخصية، ولا أعتقد أن أي نظام يعتبر أنه يقدس الحرية الإنسانية يقبل أن يمنع الآخرين من التصريح بآرائهم الشخصية في أي موضوع. بالمقابل، يمكن أن تؤدي سياسة كم الأفواه ومنع النقاش إلى نتائج من نمط نتائج محاكم التفتيش الأوروبية التي كانت تمنع الناس من التصريح عن اعتقادات تخالف ما يعتقده بعض رجال الدين وأتباعهم، وخير مثال على هذا التهم التي لفقت لغاليليو ولكلولومبوس بأنهم يريدون تقويض أسس المجتمع المسيحي لأنهم جاهروا بمعتقدات لم ترق لرجال الدين الذين كانوا يعتبرون نفسهم معنيين بحماية المجتمع من الأفكار الضارة بنفس الطريقة التي تعامل بها الأستاذ الطباع مع نبيل فياض.
أنا لا أنكر للأستاذ الطباع أن يطالب من يريد بعدم النقاش معه، وأن يغلق عينيه وأذنيه أمام كل الأفكار التي لا تروقه، ولكنني أستغرب تماما أن يطالب بمنع الآخرين من مناقشة أفكار عامة مثل تاريخ الإسلام، حتى ولو لم يكن هو شخصيا معنيا بالنقاش، ولو أن الكلام لم يكن موجها إليه أساسا.
في الماضي، كنت أعتقد أنني يمكن أن أصل إلى نتيجة مع الإسلاميين في موضوع الإعدام (القتل)، معتمدا على أن الإنسان المعاصر يحوي من القيم الأخلاقية ما يمكنه من نبذ كل أنواع القتل مهما كانت الأسباب. وما زلت أعتقد أن هذه النتيجة ممكنة التحقيق في المستقبل، ولكن علينا أولا أن نتفق أنه يحق لي ولأي إنسان في مجتمع الإسلام أن نعتقد بما نريد ونعلن معتقداتنا كما يعتقد الإسلاميون بما يريدون ويعلنون معتقداتهم، وبالمقابل لا ننكر على الإسلاميين أن يناقشوا أيا من معتقداتنا كما يحاولون هم منعنا من نشر رأينا ببعض معتقداتهم.
أنا أعتقد أن النقاش والكلام وإبداء الآراء والجهر بالمعتقدات حق أساسي لكل إنسان، ومجرد ممارسة هذا الحق ليست تعديا على أي قانون أو شريعة ديمقراطية، ولا تخرق أي خط من أي لون. وإذا انزعج أي شخص آخر من أي رأي، أو من حديث شخصين عن موضوع ما، يمكنه بمنتهى البساطة أن يتوقف عن قراءة الحديث أو أن يصم أذنيه، ولكن لا يحق له ولا لأي أحد آخر أن يمنع الناس من الحديث في أي موضوع.
يستطيع محرر نشرة كلنا شركاء أن ينشر ما يريد، ولكنني أطلب منه بصراحة أن يحافظ على شعار نشرته، ويعتبرنا جميعا شركاء في الوطن، حتى لو كانت بعض كتاباتنا لا تروق لبعضنا الآخر، وأتمنى صادقا أن ينتبه إلى أنه يتبنى موقفا يمنع كاتبا من التعليق على حوادث تاريخية وإبداء رأيه الشخصي بها، لمجرد أن هذا الرأي لم يعجب قوما آخرين، وكلي أمل أن تكون هذه آخر حادثة من هذا النوع، وأن تبقى نشرة كلنا شركاء مفتوحة لنا جميعا.

الأيهم صالح
www.alayham.com

التعليقات

الأيهم

نعم .... مـــسُ المقدسات من المحرمات. نعم .... للخط الأحمر الذي يحمي وحدتنا الوطنية. المحامي مأمون الطباع : ( كلنا شركاء ) 21/7/2004 قرأت معظم التعليقات التي نشرتها " كلنا شركاء" وغيرها, تعقيباً على مقالتي التي حملت عنوان " فيض الفياض ليس له مكان في الإعلام الوطني " وقد لفت نظري أن معظم من تدخل في الموضوع لم يدرك أن اعتراضي على مقالة الأستاذ الفياض تتعلق بعدة أسطر وردت فيها. أما تعرضها للنظام السعودي, و للطالبانيين و للوهابيين و لبعض الأجهزة السورية و رجال الدين المسلمين فهذا أمر آخر , قد أختلف مع كاتبها بشأنه أو أتفق , و لم أفكر في يوم من الأيام أن أنصّب نفسي محامياً عن أي منهم , فلديهم أجهزة و كتّاب و صحافيون بالعشرات , قادرون على مناقشة الأستاذ الفياض في جميع الحوادث و الآراء التي طرحها. و قد تبين لي أن بعضاً ممن هاجمني باسم الحرية و الديمقراطية لم يقرأ الأسطر التي أعنيها , لذلك أجدني مضطراً إلى تذكيرهم بالأسطر التي أثارتني و أثارت المئات ممن يقرؤون " كلنا شركاء" . لأن هذا البعض أدرج فقرات من مقالتي و تجاهل عن عمد الفقرات المؤلمة التي وردت في مقال الأستاذ فياض, و صوّرني على أنني أدافع عن الوهابيين و الطالبانيين والأجهزة الأمنية. يقول الأستاذ فياض: - (( لكن الإسلام عموماً ديانة قامت على الإرهاب و رفض كافة أشكال وجود الآخر المخالف )). - (( هل نتذكر حادثة العرنيين التي .........)). - (( هل ننسى الإغتيال الإرهابي لشاعر يهودي تجرأ على هجاء النبي)). - (( وهل ننسى أيضاً ما فعله النبي ببني قريظة , .......)). و سوف لن أتعرض هنا إلى قصص أخرى رواها بشأن تصرفات خالد بن الوليد في حروب الردة ووصف أحد البطاركة للعرب بالبرابرة , وأكتفي فقط بما يمس شخص النبي العربي الذي هو رمز لمئات الملايين من البشر, و هو بالنسبة للعرب غير المسلمين, و لمعظم العلمانيين قائدٌ عربي له مكانته المتميزة, كما لا أريد الخوض بالتشابه بين ما طرحه الأستاذ فياض, و بين ما يطرحه اليمين الأمريكي الجديد بزعامة تشيني و رامسفيلد و جحافل الكتاب الغربيين بشأن العرب و المسلمين إثر أحداث الحادي عشر من أيلول. كل ما أريده يا عزيزي أيمن أن يعلم الجميع بأنني لست كاتباً محترفاً, و لست المؤهل للرد على الوقائع التاريخية التي أوردها الأستاذ فياض, أو تبرير تصرفات القيادات الحزبية و الأمنية معه, لكنني أتساءل: لم التعرض إلى مقدسات ملايين البشر دونما كسبٍ محتمل؟ لم نخلط بين الديمقراطية و الحرية و بين حرية المس بالمعتقدات الدينية؟ وهل يستفيد أحد من حوارٍ يجريه مفكر يهودي بشأن حمل السيدة العذراء بالسيد المسيح, و فيما إذا كان الحمل بإرادة بشرية أم بإرادة إلهية؟ ... أليس في مثل هذا الطرح إيذاء لمشاعر المسيحيين والمسلمين وهم يشكلون اليوم أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية؟ وهل يستفيد أحد من حوارٍ يجريه مفكر بوذي بشأن صحة واقعة الحوار بين النبي موسى و ربه في جبل الطور, و بشأن عصا النبي موسى التي شق بها البحر؟؟ أليس في مثل هذا الحوار إيذاء لمشاعر اليهود و المسيحيين و المسلمين؟؟ و ماذا يستفيد العلمانيون من مثل هذا الحوار طالما أن معظمهم لا يؤمن بأي دين ؟؟ ( العلمانيون كما أفهم هم نهضويون يؤمنون بأن الدين لله و الوطن للجميع ) باختصار شديد: ليس من حق من ينكر الكل أن يناقش بعضاً من الكل , لكن لا أحد يستطيع منع أحدٍ من اعتناق العقيدة التي يؤمن بها , و أن يعيش حياته كما يرغب , إنمّا وفق ضوابط القاعدة القانونية القائلة: "تنتهي حريتي حيثما تبدأ حرية الآخرين" خاصة إذا كان الآخرون يمثلون الغالبية العظمى من المجتمع. هنالك فارق كبير بين من ينتقد ملوك حكام المنطقة العربية منذ ولاية الخلفاء الراشدين و الأمويين و العباسيين و الأندلسيين و الفاطميين و سلاطنة الأيوبيين و المماليك و العثمانيين, و الملوك و الرؤساء الهاشميين و السعوديين و الناصريين و البعثيين, وبين من يتعمد الإساءة إلى دينٍ أعلن هؤلاء الحكام أنهم يتصرفون باسمه, أو بما لا يتعارض مع أحكامه.... الفارق كبير جداً و يتجلى هذا الفارق بمبررات معركة الجمل و صفين و كربلاء و الجابية و ذبح العباسيين للأمويين ثم لآل البيت... الخ من الحوادث التي لا حصر لها التي كانت بسبب صراعات سياسية يختلف المجتهدون بشأنها. إن إعلان هؤلاء الحكام تنفيذ شرع الله لا يعني أن المواطنين البؤساء يوافقون على أن الله سمح للحكام باضطهاد من يؤمنون بالله و رسله و كتبه, و أن ما يلاقونه من عذاب و فقر هو بسبب الدين الذي يؤمنون به. لقد شهد التاريخ المسيحي حوادث ومذابح أفظع بكثير مما شهده التاريخ الإسلامي ... فهل يعني ذلك أن السيد المسيح قد أمر رعيته بذلك؟ و هل إذا عاد النبي موسى اليوم سيوافق على الجدار العازل الذي يبنيه شارون و طغمته؟ و في المجال الدنيوي , نجد بأن ستالين قد ذبح و شرد الملايين باسم الماركسية اللينينية , فهل من العدل أن نحمل الماركسية اللينينية مسؤولية تصرفات ستالين؟! و بالأمس القريب قام صدام بالهجوم على إيران و الكويت و تسبب في موت مئات الألوف باسم البعث , فهل من العدل أن نحمّل الفكر البعثي مسؤولية تصرفات صدام ؟؟ و اليوم و بعد أن قام الطالبانيون بتصرفات أنكرها خيرة علماء المسلمين , فهل من العدل أن نحمّل الدين الإسلامي و نبيّه المسؤولية عن تصرفاتهم؟؟ إن ما يدعوني إلى سرد هذه الأمثلة و الوقائع هو حرصي على تلازم حرية الرأي مع الموضوعية و احترام العقائد الخاصة بمختلف أطياف المجتمع , إلى الحدود التي لا تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا, و ليس تعصباً لدين معين, أو لأحد مذاهب هذا الدين, لأنني و قبل كل شيء مؤمن بعروبتي و قوميتي العربية. وأعتز بالحضارة الإسلامية العربية, وأنتمي إليها مثلما العمالقة: (( الكواكبي و علي عبد الرازق و طه حسين - وعباس محمود العقاد - و زكي الأرسوزي - و شكيب أرسلان - و الأخطل الصغير - و بدوي الجبل - و ميشيل عفلق - و جمال عبد الناصر )) و مثلما من أبناء جيلي ((ياسين الحافظ و الياس مرقص و سعد الله ونوس و ميشيل كيلو و رياض الترك و برهان غليون و رضوان السيد و عابد الجابري و أحمد برقاوي و عبد الرزاق عيد و بثينة شعبان )). و مع ذلك لا أنكر على أحد عدم اعترافه بهذه الحضارة أو التقليل من شأنها, و أستطيع استيعاب الرأي الآخر - في هذا المجال - سواءً كان صاحب الرأي ماركسياً أو علمانياً أو قومياً سورياً أو كتائبياً أو وهابياً أو طالبانياً , أو حتى لو كان من المسيحيين الصهاينة الذين يتبناهم رامسفيلد و تشيني و يروجون الآن مقولة الأستاذ فياض بأن الإسلام يتلازم مع الإرهاب. أخيــرا ً: 1. لا بد من الإشارة إلى أمر هام و هو أن حرصي على نشرة " كلنا شركاء" التي حازت على ثقة آلاف القراء , هو الذي دفعني إلى مخاطبتها مباشرةً , و ليس مخاطبة الأستاذ فياض الذي لا أعرفه , و ليس لي مشكلة مباشرة معه , فهو حر فيما يعتقد , و له أن يبشّر بآرائه و ينشرها في أية مطبوعة توافق على نشرها . و لغيري ممن يخالفونه الرأي فيما عرضه في مقالته , (عدا الأسطر التي توقفت عندها) أن يردوا عليه , لكنني لا أريد لنشرتنا التي فتحت لنا كوة نعبّر من خلالها عن آرائنا بحرية كاملة, حدودها الوطن و الإنسان, أن تكون منبراً يستاء منه غالبية قرائها الذين يقرؤون و لا يكتبون, ولا يستكتبهم أحد (حتى بأسماء مستعارة) للتصفيق و الترحيب بأفكاره و الطعن المرتجل بالآخرين. 2. ولمن طعن بي و اتهمني بالعداء للديمقراطية و العمالة لبعض الأجهزة وبأنني ( مكتوبجي ) أقول لهم تمهلوا و عودوا إلى نشرتنا " كلنا شركاء", ودققوا في أكثر من أربعين مقالة كتبتها منذ صدورها وحتى الآن و نقلت بعضها الصحف العربية, و سوف تتأكدون بأنني لم أكن يوماً إلاّ مع الديمقراطية و الحرية, و بأنني لو كنت عميلاً لأية سلطة أو منتفعاً من أي تيار لما كتبت ما كتبت و لما عرّضت نفسي و نشرة (كلنا شركاء) للمتاعب لأنني تجاوزت في كثير من الأحيان الخطوط الحمر الحكومية (كرمى) لعين الوطن و الأمة العربية و المثقفين المقهورين. 3. طلبت من نشرة " كلنا شركاء " أن تعتذر ... لأن بعض الأسطر التي وردت في مقالة الأستاذ فياض تتعارض مع نهجها و مصداقيتها... و اعتذار الناشر للقراء الذين يحترمونه عن خطأ غير مقصود , لا يزيده إلاّ احتراماً و تقديراً ... و لا يخطئ إلاّ المقدام الجريء, و لا يعتذر إلاّ الكبير.. لذلك لا حاجة يا عزيزي أيمن لأن تستجيب لمن يطلبون منك سحب الاعتذار, فهؤلاء لم يدركوا نبض الشارع, و لا طبيعة المواطنين الذين يدافعون عنهم وعن حريتهم, و لا يعلمون بأن معركة التنوير لا تكون بالاستفزاز والاحتقار, بل بفهم طبائع الشعب و توجهاته, على أمل النهوض به, ليكون في وضع أفضل يمكنه من نبذ العادات البالية , التي تحول دون تقدمه, دون المساس بالمقدسات التي هي خط أحمر وطني لا يحق لأحد المساس به, رغم أنف من طلبوا مني تعريف الخط الأحمر و هم بتصرفاتهم يكرسون مواقف أعداء الديمقراطية الذين يعتبرون الديمقراطية مدخلاً للفوضى و النزاعات الأهلية, و يمنحونهم هدية تبرر التريث في فتح المنابر الإعلامية لكل المفكرين و المثقفين. تحية لك و للمفكر و الكاتب الحر الأستاذ فادي قوشجي الذي تفوق علينا جميعاً بما كتبه في مقالتيه حول الموضوع و إلى لقاء قريب في مواضيع جديدة توقظنا من سباتنا. (( و لكل كسبٍ ثمن ))
الأيهم

( كلنا شركاء ) : تشكر الأستاذ المحامي مأمون الطباع على رده الذي يختتم به الحوار حول هذا الموضوع .....وقد أعطي له حق الرد كونه تم تناوله في المقالات الأخيرة ....ونعتذر منه لتنقيط الجمل التي ذكرها نقلاً عن نبيل فياض نظراً لقسوتها وعدم رغبتنا التذكير بها.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.