عن أمن المعلومات في سوريا، وعن الدكتور نعيم الجابي والشاعر نزار قباني

بالأمس التقيت مع الصديقين وسام وأنس طويلة مر حديثنا عابرا على حادثة سيريا نيوز ونتائجها، واتضح لي أن وسام قد اتصل مع سيريانيوز يعرض عليهم المساعدة، وأنه سبق واتصل سابقا عدة مرات لتحذيرهم من أخطاء برمجية، ثم نشر تقريرا عن حادثة اختراق موقعهم في أول آب الماضي

وخلال الحديث اتفقنا على وجود حاجة ماسة لخدمات أمن المعلومات في بلدنا، ولكن لا يوجد سوق لهذه الخدمات لسببين، فهي أولا ممنوعة من الحكومة السورية وسياستها في إدارة الإنترنت، وثانيا غير مرغوبة من الزبائن لأنهم لا يدركون قيمتها، فكيف يمكن أن تبيع خدمة IDS لزبون لا يعرف الفرق بين تحويل DNS وعملية Transfer لنطاق.

وبرأيي أن استراتيجية أمن المعلومات المتبعة في سوريا تعتمد على تكتيكين اثنين لحماية مواقع ومخدمات الإنترنت السورية:
1- الاعتماد على غباء الأعداء بمنطق "إذا كنت لا أراهم فهم لا يرونني"
2- محاربة الأعداء بالاعتماد على القوة الإلهية بمنطق "سوريا الله حاميها"

ولكي نقنع السوق بأهمية أمن المعلومات، علينا كتابة عشرات المقالات بالعربية عن هذا الموضوع، يمكننا مثلا أن نشرح تقنيات جدران النار والطرق المبسطة لاستخدامها، وتقنيات Intrusion-detection system وأهميتها وحالات استخدامها. ويمكننا أيضا أن نفكر بإنشاء لائحة بريدية لهذا الأمر ودعوة أصحاب المواقع لمتابعتها.

أعتقد أن مثل هذا الأمر ضروري للمستقبل وليس للوضع الحالي، فما يبدو لي حاليا أن الحكومة غير مهتمة للأمر، رغم أنها تحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن ضعف أمننا المعلوماتي الوطني، ويبدو أيضا أن من تخترق مواقعهم يسعدون لذلك، ويحاولون استغلال ذلك إعلاميا عبر اتهام أشخاص مشهورين أو الترويج لأكذوبة أنهم مستهدفون لأنهم صادقون، رغم أن السبب الحقيقي في حالات الاختراق ليس إلا خطأ بشريا كان من الممكن تجاوزه لو تم تصميم البرامج أو الخدمات بشكل جيد.

في نفس اليوم الذي تمت فيه جلستي مع الصديقين وسام وأنس كتب الدكتور نعيم الجابي، وهو رجل أعمال وأستاذ جامعي أكاديمي تعرض موقعه للاختراق، قائلا:

 أيها المخترقون

قد تستطيعون إيقافنا يوم أو يومين وقد تملكون الذكاء الذي يمكنكم من اختراق برامجنا ولكن لا أظن أنكم تملكون القدرة على الوقوف أمام القدرة الالهية التي أخذت على نفسها عهدا بالدفاع عن فرسان الحقيقة والكلمة الصادقة.
كما كنت من قبل أخوض حروبي بالأمس ..واليوم لن أغيرأسلوبي..ألقاكم على سجادة الصلاة.
د. محمد نعيم الجابي

المصدر

وعندما قرأت هذا الكلام، تذكرت قصيدة للشاعر نزار قباني عن شخص قضى عشرين عاما على سجادة الصلاة الحمراء، وأجلت نشر أفكاري. واليوم التقيت مع أكاديمي عمل مشرفا على فريق أمن معلومات مهم في بلاده، وحدثني كثيرا عن إهمال السوريين لمخدماتهم وأن تعطيلها أمر سهل للغاية، حاولت أن أبرر موقفنا، فابتسم وغير الموضوع. وبعد لقائي معه عدت إلى هذه الأفكار، وقررت نشرها، لعل أحدا ما يستفيد منها يوما ما.

الأيهم صالح
www.alayham.com

التعليقات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

Restricted HTML

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a href hreflang> <em> <strong> <cite> <blockquote cite> <code> <ul type> <ol start type> <li> <dl> <dt> <dd> <h2 id> <h3 id> <h4 id> <h5 id> <h6 id>
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

دعوة للمشاركة

موقع الأيهم صالح يرحب بالمشاركات والتعليقات ويدعو القراء الراغبين بالمشاركة إلى فتح حساب في الموقع أو تسجيل الدخول إلى حسابهم. المزيد من المعلومات متاح في صفحة المجتمع.