لو أن بوبوفيتش حصل على عقد ثالث ليعمل ضد سوريا، وطلب منه تدمير الأسس التي ساعدت على هزيمة الهجمة الأتبورية الثانية على سوريا في 2011، فكيف سيعمل؟
أعتقد أنه سيبتعد عن سيناريو الربيع العربي التقليدي، أي سيناريو الثورات الإعلامية المطالبة بالحرية، وسيجرب سيناريو إسقاط الأنظمة في أوروبا الشرقية، أي التحضير لحركات احتجاج على الانتخابات الرئاسية في 2014، وبناء تنظيم أوتبوري حقيقي يستطيع تهييج الشارع من الداخل وليس من الخارج عبر قنوات الإعلام التي افتضح كذبها.
وللتغلب على مشكلة الثورة الأساسية في عدم وجود معارضة داخلية قوية، من المحتمل أن بوبوفيتش سيعتمد على قانون الأحزاب لتأسيس حزب جديد يكون حاملا للتنظيم الأوتبوري، ويعمل علنا على بناء تنظيم شبابي داعم له بنفس الطريقة التي نجحت في أوروبا الشرقية.
وإذا كان توقعي صحيحا، فلا شك أن هذا الحزب سيعتمد على نتائج تجربة الأوتبوريين في تهييج المجتمعات العربية، ولذلك فمن المرجح أن يعتمد نسخة محلية من شعار الثورة التونسية المميز "ما تقيش بلادي" قد تكون "إياكم وسوريتي" في بعض نشاطاته. وربما يقرن هذا الشعار برمز الكف المفتوح الذي استخدمه في الحركات الاحتجاجية، مزينا بالعلم السوري، وهو رمز متناغم مع شعار "إياكم وسوريتي"
أما عن رسالة الحزب وأهدافه، فهي حتما أمور عامة وغائمة ولا يمكن المحاسبة عليها، شيء مثل "خبز، حرية، عدالة اجتماعية" وبالنسبة لسوريا فقد يضيف إليها شيئا عن الشفافية والانضباط.
ولا شك أن هذا الحزب سيعبر بوضوح عن نفسه، وربما يستخدم نفس الطرق التي نجحت في أوروبا، مثل إرسال بضعة أشخاص يلبسون زيا محددا سيصبح معروفا، ويرفعون لافتة أو يتجولون بطريقة مميزة، أو ربما يقفون بجانب بعضهم لبعض الوقت ثم ينصرفون.
وإذا كان بوبوفيتش فد حصل على العقد الثالث منذ فترة، فربما يكون هذا الحزب جاهزا، وربما يكون قد بدأ في تأسيس قواعده الشبابية، وربما يكون مستعدا لخوض الانتخابات البرلمانية كنشاط إثبات وجود، وليس للتأثير فيها، فمشروعه الحقيقي ليس المشاركة في العمل السياسي، بل إسقاط النظام وتخريب سوريا في عام 2014 كما فعل أمثاله في أوروبا الشرقية.
إذا كان بوبوفيتش قد أسس هذا الحزب في سوريا، فأنا أرجح أنه سيرفع شعارا مماثلا لهذا الشعار...
إضافة تعليق جديد