لدينا الآن فرصة مميزة لنشاهد نشوء وتطور دين جديد، دين كوفيد الذي يتم تقديسه وفرض طقوسه بقوة القانون في أغلب دول العالم.
الحبر الأعظم في هذا الدين الجديد هو كنيسة الصحة العالمية، وهي منظمة من الصعب أن تجد منافسا لها في القذارة على مستوى العالم كله، فهي المنظمة التي تبنت تطوير لقاح تحديد النسل لأن أعداد البشر أكبر من حاجتها، وهي المنظمة المسؤولة عن نشر لقاحات شلل الأطفال التي تسبب مرض شلل الأطفال المسمى "شلل أطفال مرتبط باللقاح"، وهي المنظمة المتخصصة في توفير الغطاء "الشرعي" لممارسات شركات الأدوية الاحتكارية، والتي بدورها لا تقل قذارة عن شركات السلاح.
لإنشاء هذا الدين الجديد مارست كنيسة الصحة العالمية، دورها الأساسي منذ إنشائها في تطويع الحكومات لشركات الأدوية، وفي هذه المهمة وجدت أذنا صاغية لدى الحكومات، فهي جميعها مستفيدة من الدين الجديد لزيادة نفوذها وإلزام من تحكمهم بالتزامات جديدة وإجبارهم على دفع غرامات باهظة لمجرد مخالفة هذه الالتزامات غير المنطقية.
وخلال تأسيس الدين مارس الإعلام في كل العالم دوره الأساسي في نقل بروباغاندا كنيسة الصحة العالمية، فنقل البروباغاندا هو صلب مهنة الإعلام وهو ما يتدرب الإعلاميون على أدائه لسنوات طوال، وهو ما يحكم ترقيتهم الوظيفية وشهرتهم، ولذلك وبحكم التدريب أصبحت عقولهم معتادة على النقل أكثر من النقد.
وهكذا وجد أغلب الناس أنفسهم أمام الدين الجديد كأمر واقع، فهم معتادون على الانقياد للبروباغاندا. يقال لهم صدقوا فيصدقون، ويقال لهم فكروا فيزدادون تصديقا.
الآن أشاهد بدايات فرض الحجاب الطبي على البشر، والدعوات المستمرة للتباعد الفيزيائي والاجتماعي، والعديد من طقوس الدين الجديد، وأشاهد التزام العديدين بهذه الطقوس الشاذة رغم قناعتهم الضمنية أنها غير ضرورية ولا تخدم إلا غرض زيادة القيود عليهم. وإذا استمر انتشار الدين الجديد وفرضه بالقوة دون معارضة من الناس، فسيعني هذا تغييرا لا رجعة فيه في شكل العالم الذي نعيش فيه، واستمرارا لخطة إفناء مئات ملايين البشر الذين يعتبرون زائدين عن الحاجة.
لا أحد يستطيع الوقوف في وجه هذه البروباغاندا القاتلة إلا الأطباء، ولكن أغلبهم انساقوا إليها وساهموا في نشرها، وهنا لا أجد لهم أية حجة أو مبرر. هؤلاء أشخاص يستطيعون قراءة الأبحاث العلمية، وأي ذي عقل منهم يستطيع أن يثبت علميا أن كل الأبحاث عن الفيروس المزعوم لا تثبت وجود أي فيروس، ولا تثبت أية علاقة سببية بينه وبين الأعراض المزعومة. الأطباء يعرفون أن عدد نتائج الاختبار مختلف عن عدد الإصابات، لأن أغلب المصابين يخضعون لعدة اختبارات. الأطباء يعرفون أن نتيجة إيجابية للاختبار لا تعني مرضا حتميا، لأن الكثير من الأعراض تزول وحدها ولا تعتبر مرضا. الأطباء يعرفون أن أي مرض يعتبر خطيرا عندما يتطلب معالجة في المشفى، وأن أعداد المرضى في المشافي هذا العام أقل بكثير من العادة، لدرجة أن المشافي تعطي الأطباء والممرضين إجازات بدون راتب في العديد من دول العالم. الأطباء يعرفون أن وفاة شخص مصاب بمرض لا تعني أن المرض هو سبب الوفاة، ويعرفون كيف يتم تضخيم إحصائيات الاختبارات والإصابات والوفيات لخدمة بروباغاندا كنسية الصحة العالمية وتخويف الناس من وباء خرافي غير موجود إلا في تلك البروباغاندا.
الأطباء يعرفون خطر التباعد الاجتماعي على النظام المناعي لجسم الإنسان، ويعرفون خطر ارتداء الكمامة فترات طويلة، ويعرفون خطر تنفس محتويات الغازات التي يطرحها الجسم وتعلق في الكمامة. الأطباء يعرفون خطر سجن الناس في بيوتهم فترات طويلة، ويعرفون خطر انهيار الاقتصاد على نفسيات البشر وعلى الصحة الأسرية بشكل عام. الأطباء يعرفون أكثر منا بكثير، ولكن أغلبهم يمتطون موجة الدين الجديد، ويقودون من حولهم فيها بنقلهم لبروباغاندا كنيسة الصحة العالمية.
قراءة الأبحاث ومتابعة مستجدات الطب جزء أساسي من أساسيات تدريب الأطباء. جميعهم قادرون على قراءة ونقد الأبحاث العلمية في مجال اختصاصهم وفي غيره، بما فيها الأبحاث التي اقتبستها في مقالات سابقة، ولكن من منهم يقرأ ويتحقق بنفسه؟ أغلبهم يؤمنون إيمانا مطلقا بكنيسة الصحة العالمية ويعتبرونها ممثلا للخير على الأرض لا ينطق عن الهوى، وجل مطالعاتهم لا تتعدى قراءة العناوين في النشرات الإعلانية التي توزعها عليهم شركات الأدوية.
لحسن الحظ فقد ظهرت قلة قليلة من الأطباء منهم لتفضح زيف الدين الجديد ولتؤكد أن الخلل ليس في علم الطب بل في عقول ممارسي مهنة الطب. وللأسف يتعرض هؤلاء لحملات شعواء لطمس آرائهم ودراساتهم وخبراتهم بحجة أنها تخالف تعليمات كنيسة الصحة العالمية.
أقدم احترامي للأطباء والعلماء الذين يكشفون زيف الدين الجديد لمن يبحث عن الحقيقة، وأقول للأطباء الذين يرفضون خيانة قسمهم: لم يفت الأوان بعد، اقرؤوا وابحثوا وأعملوا فكركم، ثم عبروا عن رأيكم وقناعاتكم الشخصية حتى لو كانت تعارض تعليمات الدين الجديد. أما الأطباء الذين يقررون السجود في محراب كنيسة الصحة العالمية فسيلقون ندامة حيث لا ينفع الندم، فما سيصيب أهلهم ومن حولهم سيبدأ بهم، وذات يوم سيحاسبهم أبناؤهم وأحفادهم على خيانتهم لمستقبلهم.
الأيهم صالح
إضافة تعليق جديد