الحرية تأتي من الشمال
نعم من الشمال، وليس من الغرب مع حاملات الطائرات الفرنسية، ولا من الجنوب مع البترودولارات السعودية، ولا من الشرق مع الدبابات الأمريكية. في سوريا ستأتينا الحرية من الشمال، وأول بوادرها سيكون تقوية بث شركات الاتصالات التركية لتغطي عمق بين 100 و150 كيلومتر من الأراضي السورية. الموبايل الرخيص سيأتينا من الأتراك، والإنترنت السريعة ستأتينا من الأتراك، والهواء النقي المشبع بالحرية سيأتينا من الشمال.
بالنسبة للأتراك، وضع السوق السورية ممتاز جدا، لديهم فرصة بيع حوالي مليون خط جوال خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وأسعار سوقنا أضعاف أسعار سوقهم مما يمكنهم من تحقيق أرباح كبيرة جدا. التكلفة عادية لأن من الطبيعي أن تغطي شبكات الاتصالات الجوالة في تركيا المناطق الحدودية عبر محطات تقوية عملاقة، وبمجرد تأمين التغطية سينشط موزعو الخدمة الصغار لتسويق الاتصالات في سوريا، وسيأمنون للشركات الكبيرة طرق دفع مناسبة بمعرفتهم، وربما تساعدهم الشركات وتقدم تسهيلات للمشتركين السوريين، على أمل جباية أموالها بالدولار من البنوك اللبنانية، وتبدأ في توظيف موظفين دعم تقني يتقنون العربية.
وبالنسبة للسوريين، سيحصلون على خدمة هاتفية رخيصة جدا بالمقارنة مع سعر الاتصالات الخيالي الذي تفرضه مؤسسة الاتصالات التي تحتكر الخدمة في سورية. كما سيحصلون على وصول لاسلكي مفتوح إلى الإنترنت، وبسرعة لا تقل عن 128 كيلوبت بالثانية بدون الخضوع للقمع والابتزاز الذي تمارسه مؤسسة الاتصالات السورية. وبدون شك، سيشعر السوريون بشعور شخص يخرج من زنزانته النتنة ليعب نفحة من الهواء الحر النقي.
بدأت تغطية الشبكات التركية تشمل القامشلي ومناطق من محافظتي حلب وإدلب، وقريبا ستشمل مدن حلب واللاذقية وإدلب والحسكة، وربما تصل حتى مدينتي بانياس والرقة. وعندها سيصبح الخط التركي مفيدا لشريحة كبيرة من السوريين لتوفير نفقات الاتصال، وللوصول إلى الإنترنت، وسيبدأ الناس بتجربته ثم باستخدامه. وخلال عام أو عام ونصف على الأكثر، سيصبح من المألوف أن يحمل المواطن السوري في الشمال خطا هاتفيا تركيا، ويعتمد على ميزة التجوال إذا أراد استخدامه خارج مناطق التغطية. وسيبدأ عدد مشتركي شبكتي الخليوي السورية بالتناقص، وستضطر الحكومة لتخفيض أسعار الاتصالات لكنها لن تتمكن من مجاراة الشركات التركية في تقديم الخدمات، وسيبقى السوريون يشعرون بالامتنان لتركيا لأنها ساعدتهم على تخفيض تكاليف معيشتهم في سورية. وسيبقى الخط التركي رمزا مفضلا عند السوريين بدلا من رمز شركة الاتصالات التي تحمل اسم سورية.
الأيهم صالح
www.alayham.com
اللاذقية ـ سورية
نعم من الشمال، وليس من الغرب مع حاملات الطائرات الفرنسية، ولا من الجنوب مع البترودولارات السعودية، ولا من الشرق مع الدبابات الأمريكية. في سوريا ستأتينا الحرية من الشمال، وأول بوادرها سيكون تقوية بث شركات الاتصالات التركية لتغطي عمق بين 100 و150 كيلومتر من الأراضي السورية. الموبايل الرخيص سيأتينا من الأتراك، والإنترنت السريعة ستأتينا من الأتراك، والهواء النقي المشبع بالحرية سيأتينا من الشمال.
بالنسبة للأتراك، وضع السوق السورية ممتاز جدا، لديهم فرصة بيع حوالي مليون خط جوال خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وأسعار سوقنا أضعاف أسعار سوقهم مما يمكنهم من تحقيق أرباح كبيرة جدا. التكلفة عادية لأن من الطبيعي أن تغطي شبكات الاتصالات الجوالة في تركيا المناطق الحدودية عبر محطات تقوية عملاقة، وبمجرد تأمين التغطية سينشط موزعو الخدمة الصغار لتسويق الاتصالات في سوريا، وسيأمنون للشركات الكبيرة طرق دفع مناسبة بمعرفتهم، وربما تساعدهم الشركات وتقدم تسهيلات للمشتركين السوريين، على أمل جباية أموالها بالدولار من البنوك اللبنانية، وتبدأ في توظيف موظفين دعم تقني يتقنون العربية.
وبالنسبة للسوريين، سيحصلون على خدمة هاتفية رخيصة جدا بالمقارنة مع سعر الاتصالات الخيالي الذي تفرضه مؤسسة الاتصالات التي تحتكر الخدمة في سورية. كما سيحصلون على وصول لاسلكي مفتوح إلى الإنترنت، وبسرعة لا تقل عن 128 كيلوبت بالثانية بدون الخضوع للقمع والابتزاز الذي تمارسه مؤسسة الاتصالات السورية. وبدون شك، سيشعر السوريون بشعور شخص يخرج من زنزانته النتنة ليعب نفحة من الهواء الحر النقي.
بدأت تغطية الشبكات التركية تشمل القامشلي ومناطق من محافظتي حلب وإدلب، وقريبا ستشمل مدن حلب واللاذقية وإدلب والحسكة، وربما تصل حتى مدينتي بانياس والرقة. وعندها سيصبح الخط التركي مفيدا لشريحة كبيرة من السوريين لتوفير نفقات الاتصال، وللوصول إلى الإنترنت، وسيبدأ الناس بتجربته ثم باستخدامه. وخلال عام أو عام ونصف على الأكثر، سيصبح من المألوف أن يحمل المواطن السوري في الشمال خطا هاتفيا تركيا، ويعتمد على ميزة التجوال إذا أراد استخدامه خارج مناطق التغطية. وسيبدأ عدد مشتركي شبكتي الخليوي السورية بالتناقص، وستضطر الحكومة لتخفيض أسعار الاتصالات لكنها لن تتمكن من مجاراة الشركات التركية في تقديم الخدمات، وسيبقى السوريون يشعرون بالامتنان لتركيا لأنها ساعدتهم على تخفيض تكاليف معيشتهم في سورية. وسيبقى الخط التركي رمزا مفضلا عند السوريين بدلا من رمز شركة الاتصالات التي تحمل اسم سورية.
وعندما يتحقق هذا السيناريو، سأحمل هاتفا جوالا تركيا، وربما أقول أنني أعيش في تركيا.
الأيهم صالح
www.alayham.com
اللاذقية ـ سورية
التعليقات
Re: الحرية تأتي من الشمال
Re: الحرية تأتي من الشمال
Re: الحرية تأتي من الشمال
إضافة تعليق جديد